البرلمان العراقي يستعد لإطلاق معركة تلعفر
لجنة الأمن القومي بالبرلمان العراقي تطالب بإطلاق معركة تلعفر في أسرع وقت والمتوقع أن يتصدرها الحشد الشعبي الموالي لإيران
في مؤشر على قرب اندلاع معركة كبرى جديدة بالعراق، طالبت لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، الأربعاء، بـ"تحرير" قضاء تلعفر في شمال غرب البلاد بعد بسْط السيطرة على الموصل.
وبررت اللجنة هذا الطلب بأن تأخير "تحرير" تلعفر، والذي يعد أكبر أقضية شمال العراق، يعني عودة داعش من جديد إلى الموصل المجاورة له.
ووفق تصريحات رئيس اللجنة حاكم الزاملي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان بمشاركة أعضاء اللجنة ووجهاء تلعفر فإن "الوجهة القادمة للقوات الأمنية يجب أن تكون باتجاه تحرير تلعفر، ولن نسمح لدولة خارجية أو إقليمية أو داخلية بإبداء رأيها بهذا الخصوص".
ومن اللافت أن هذه المطلب بالتوجه إلى تلعفر جاء بعد يوم من الإعلان عن أن داعش قتل 200 مدني في المدينة بعد محاولتهم الهرب منها.
وغالبا ما يتم نشر أخبار عن جرائم لداعش بحق المدنيين في مدن ما بالعراق، وعلى إثر هذه الأخبار تتوجه مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران للسيطرة على تلك المدن تحت شعار "تحريرها" من داعش؛ ما جعل البعض يربط بين توقيت هذا وذاك، ويثير تساؤلات حول حقيقة تنظيم داعش وعلاقته بإيران والحشد الشعبي.
فبالرغم من تصريحات الزاملي حول عدم السماح لدولة خارجية بالتدخل في المعركة المرتقبة في تلعفر إلا أنه من المرتقب أن من سيتصدر لمعركة دخولها والسيطرة عليها هي ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران بشكل معلن.
فقد سبق أن أعلنت مليشيا الحشد الشعبي مرارًا أنها جاهزة لاقتحام قضاء تلعفر تحت ستار "تحريره" من تنظيم داعش، ملمّحمة إلى أنها معركتها الكبرى القادمة.
وقال أبو مهدي المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي في يونيو/حزيران المنصرم إن قواته تنتظر أوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي لاقتحام قضاء تلعفر.
وتنفيذا لهذا المخطط قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي بعد إعلان خبر سقوط داعش بالموصل إن قضاء تلعفر والمحلبية والعياضية وجنوب كركوك ومناطق بالأنبار ما تزال تنتظر "التحرير".
وأضاف في حوار هاتفي مع وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الحشد الشعبي سيحاصر تلعفر من كل الجهات، وينتظر القوات للدخول سواء من أبناء المنطقة أنفسهم من السنة والشيعة والقوات الأمنية لعدم إثارة أي نعرات طائفية في هذا القضاء الحساس، حسب قوله.
والسيطرة على تلعفر القريبة من الحدود مع سوريا هدف رئيسي معلن من أهداف مليشيا الحشد الموالية لإيران والتي يقوم على تدريبها وتوجيه أهدافها قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وتلعفر تقع على مسار الممر البري الإيراني الذي تستعين إيران بإنشائه بمليشياتها كالحشد الشعبي، ويمتد من طهران مرورا بشمال العراق فشمال سوريا وصولا للاذقية ودمشق ثم لبنان.
وهو نفس المسار الذي تقع عليه الكثير من المدن التي تشارك مليشيا الحشد الشعبي فيما تصفه بـ"تحريرها" من داعش، ثم تقوم بإحكام السيطرة عليها تحت إِشراف قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني والمسؤول الأول عن صناعة وتدريب مليشيا الحشد.
ومن المتوقع أن تقرع معركة تلعفر آذان العالم كله لفترة مثلما حدث مع معركة الموصل، لأنها محط أطماع إقليمية ودولية واسعة.
فتركيا ترفض توغل ميليشيات الحشد في المناطق القريبة من حدودها وخاصة تلك التي بها سكان تركمان تربطهم بتركيا روابط تاريخية.
ووقعت صدامات حادة بين الحكومتين التركية والعراقية في 2016 حين كشفت مليشيا الحشد عن نواياها اقتحام تلعفر عند انطلاق معركة تحرير الموصل، وأعلنت أنقرة أنها ستعزز وجودها العسكري عند شمال العراق ردا على هذا.
وتلعفر ذات أهمية استراتيجية لتركيا كون أن بها غالبية من السكان التركمان وقريبة من حدودها.
وذات أهمية استراتيجية لإيران لوجود سكان شيعة بها ولكونها قريبة من الحدود مع تركيا وسوريا؛ مما يجعلها نقطة انطلاق استراتيجية لأي عمليات حربية عبر الحدود.
كما يعود النزاع على تلك المناطق إلى النزاع التاريخي بين تركيا وإيران حول مناطق النفوذ في العراق عموما وشماله خصوصا.