إيران وحزب الله..إجرام عابر للقارات يضرب أمريكا اللاتينية
رصد لأبرز المحطات في عمليات إيران وحزب الله في أمريكا اللاتينية، وانعكاس ذلك على تفشي الإرهاب والفساد وشراء الذمم والجريمة هناك
لا تكاد إيران وذراعها المسلح حزب الله يتركان مكانا على الأرض يخلو من فسادهما وإرهابهما، ومن ذلك أمريكا اللاتينية التي تسببوا في إنهاكها بعمليات الإرهاب وغسيل الأموال وتجارة المخدرات والرشاوى والفساد.
- حزب الله.. مرتزقة إيران بين نار الحروب ومال "الملالي"
- اعتقال أمريكيين اثنين يشتبه بانتمائهما إلى "حزب الله" الإرهابي
ووفق ما رصدته صحيفة "عكاظ" السعودية في تقرير لها، الأربعاء، حول عبث إيران وحزب الله بأمن أمريكا اللاتينية؛ فإن القارة شهدت على يد الاثنين أكبر وأبشع أنواع الإجرام فيما يخص غسيل الأموال وتجارة المخدرات وشراء الذمم.
ومن أبرز الحوادث في هذا الصدد استهداف "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية "آميا"، كمحاولة ابتزاز وإثبات وجود.
وكشفت السلطات الأرجنتينية عن تورط عناصر من حزب الله والاستخبارات الإيرانية في الهجوم ذلك الوقت.
وتفجير آميا استهدف مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية في بوينس آيرس 18 يوليو/تموز 1994، موديا بحياة 85 شخصاً وأصاب المئات.
ومؤخرا نجح مسؤولو مكافحة الإرهاب في الأرجنتين في القبض على فادي حسن نابهة، العضو السابق في حزب الله، إضافة إلى 12 برازيليًا من مناصري داعش كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية خلال الأولمبياد الصيفية الـ31 بمدينة ريو دي جانيرو العام الماضي.
وتعليقا على ذلك قال ماثيو ليفت، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والخبير في شؤون حزب الله إن إيران وحزب الله ناشطين جداً في أمريكا اللاتينية.
ورصدت منظمة SAPRAC بعض عمليات إيران وحزب الله في أمريكا اللاتينية، وقلق المسؤولين في القارة منها.
ومن ذلك أن المدعي العام الأرجنتيني ألبيرتو نيسمان، والذي قتل خلال تحقيقه في تفجير الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية، حذر كلا من تشيلي والبرازيل والبارغواي وغيانا وترينيداد وتوباغو وسورينام وكولمبيا من التسلل الإيراني، ودعا إلى مواجهتها.
كما تمكنت وزارة المالية الأمريكية من معرفة عناصر تابعة لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية "البرازيل – الأروجواي –الأرجنتين" في عام 2006، وكان من أهمهم فاروق العميري، وهو منسق لعناصر حزب الله في المنطقة وعنصر رئيس في تأمين وثائق مزيفة تابعة للبرازيل والباراجواي، وتسهيل الحصول على الجنسية البرازيلية بصورة غير شرعية.
ونشرت مجلة فيجا البرازيلية في أبريل/نيسان 2011 وثائق لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحذر من عميل للمخابرات الإيرانية يدعى محسن رباني عمل مع عناصر لحزب الله لتنفيذ تفجيرات 1992 و1994 في بوينس آيرس.
وكشفت المجلة أيضًا عن توسع حزب الله في ممارسة أنشطته الإجرامية في البرازيل مؤخرًا لتشمل: احتيالات في عمليات الشحن تتمثل في حاويات تدخل البرازيل من مرفأ ساو باولو، وتختفي في النهر في طريقها إلى منطقة الحدود الثلاثية.
وتمكن ماريو سامورا، مدير الهجرة في كوستاريكا، من اكتشاف تنقل أعداد كبيرة لأشخاص من أصل عربي يحملون جوزات سفر فنزويلية عام 2008، يتنقلون من بلاده إلى دول أخرى على رأسها أمريكا، وهو ما دعاه وقتها لإبلاغ واشنطن التي عززت من إجراءات المراقبة.
وفي يناير/كانون الثاني 2011 حددت وزارة الخزانة الأمريكية هوية عنصر رئيس لحزب الله يدعى أيمن جمعة، إلى جانب 9 أفراد إضافيين و19 شركة من شركات الأعمال المتورطين في أكبر تخطيط لتهريب المخدرات في دول أمريكا اللاتينية طوال تاريخها.
وكشف تحقيق أجرته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أن أيمن جمعة نفذ عمليات غسل أموال بمقدار 200 مليون دولار في الشهر من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات جرت في لبنان وغرب أفريقيا وباناما وكولومبيا.
وكشف التحقيق أيضًا عن شبكة لغسل الأموال عبر حسابات في "البنك اللبناني الكندي" استخدمها زعيم الشبكة لتنفيذ عمليات معقدة لغسل الأموال.
كما أشارت تقارير أمريكية إلى أن مثل هذه العمليات مكنت حزب الله من توفير إيرادات إضافية يوظفها الحزب الآن لشراء أسلحة تستخدم في الصراع السوري.
وسلطت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها عن الإرهاب عام 2015 الضوء على شبكات الدعم المالي التي يحتفظ بها حزب الله في أمريكا اللاتينية.
وفرض الكونجرس في ديسمبر/كانون الأول 2015 عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله بعد رصد الاستخبارات نشاطا مكثفا لعناصر من الحزب لتهريب المخدرات في دول أمريكا اللاتينية.
وفي فبراير/شباط 2016 تمكنت الاستخبارات المكسيكية ونظيرتها الكندية من الكشف عن تحركات أفراد تابعين لحزب الله وإيران في أمريكا وبعض دول أمريكا اللاتينية؛ كانوا يخططون لعمليات تهريب وتفجيرات إرهابية، وكان ثلاثة منهم يحملون الجنسية الأمريكية.
وكشفت تقارير الاستخبارات الأمريكية أن طارق العسيمي، وزير الداخلية الفنزويلي ذا الأصول السورية، ساهم بشكل كبير في خلق شبكات لغسيل الأموال لجماعات تابعة لإيران وحزب الله، لتصل إلى العراق وسورية ولبنان، وفنزويلا وغيرها، الأمر الذي عزز من أواصر العلاقة التجارية وتبادل عمليات غسيل الأموال وتجارة المخدرات في تلك الدول.
ونقلًا عن صحيفة "واشنطن تايمز"، قال إيمانويل أوتولانغي، الزميل المشارك في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، للمشرعين في مجلس النواب في جلسة استماع في يونيو/ حزيان 2016 أمام الكونجرس إن حزب الله له جذور قوية في البرازيل، وأن 7 ملايين شخص من أصول لبنانية بينهم مليون شيعي يعيشون في البرازيل وولاءهم لحزب الله.
وفي هذا الصدد فإن الحزب يوظف ولاء هؤلاء لتلقي الدعم المادي ويستخدم علاقاتهم التجارية لصالحه، بما في ذلك التعامل مع المنظمات الإجرامية.
وأظهرت مكافحة المخدرات الأمريكية في 2016 قيام حزب الله بنقل أطنان من الكوكايين من جنوب أمريكا إلى أوروبا، كما كشفت عن تطويره منظومة معقدة في أمريكا اللاتينية لغسل الأموال لا سابق لها.
وفي 2006 أصدرت الأرجنتين مذكرات تتهم 8 مسؤولين إيرانيين من بينهم الرئيس الأسبق علي رافسنجاني، إضافة إلى أحد اللبنانيين، بالتورط في عمليات إرهابية بها.
وفي 2007 أصدر الإنتربول –بطلب من الأرجنتين- مذكرات حمراء لاعتقال ستة من المتهمين، لكن إيران لم تستجب للمذكرات الدولية.
وأخيرا وليس آخرا، في يونيو/حزيران 2016، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركات اللحوم والنفط الكبيرة في البرازيل وأوروغواي تستخدم للتغطية على عملاء إيران وجواسيسها.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز