محللون لـ"بوابة العين": حزب الله يتقوى بداعش على جيش لبنان
محللون رأوا أن الصفقة التي أبرمها حزب الله لنقل عناصر داعش بشكل آمن من حدود لبنان إلى داخل سوريا وسيلة للتقليل من دور الجيش اللبناني
كشفت التسوية التي أبرمتها مليشيا حزب الله في لبنان مع تنظيم داعش الإرهابي بعد معركة الجرود، أن دخول الحزب للمعركة لم يكن إلا وسيلة للحد من دور الجيش اللبناني وفرض مزيد من السيطرة على القرار السياسي.
فرغم استعداد الجيش لشن معركة حاسمة ضد داعش والسيطرة على البقعة الجغرافية التي انحصر فيها التنظيم (20 كم فقط)، ألقى حزب الله بطوق النجاة للتنظيم بإعلانه الوصول لتسوية معه ووقف لإطلاق النار.
والتسوية تفضي بانسحاب التنظيم عبر فتح طريق آمن لهم إلى مدينة دير الزور في سوريا مقابل تسليم حزب الله أسيراً وعددا من الجثث والكشف عن مصير العسكريين المخطوفين.
وبهذه الخطوة سحب حزب الله المبادرة من يد الجيش اللبناني، وحاول قطع الطريق على الانتصار الذي كان الجيش يريد تحقيقه.
وجددت هذه الخطوة إثارة عدد من الأسئلة في لبنان، أهمها سبب رفض حزب الله قبل سنتين أي مفاوضات مع المنظمات الإرهابية لإطلاق سراح العسكريين حين كانوا أحياء.. فلماذا وافق اليوم، خاصة بعد أن أصبح الحديث عن هؤلاء العسكريين باعتبارهم جثثا؟.. ولماذا وافق على تأمين حافلات مكيفة تقّلهم إلى حيث يريدون؟ ولماذا ذهبوا إلى دير الزور تحديدا على الحدود السورية العراقية، أي بعيد جدا عن مرمى الجيش اللبناني؟
يجاوب البعض بأن حزب الله أراد استغلال تنظيم داعش في تقويض الدولة اللبنانية وسلطتها.
وفي ذلك يقول المحلل السياسي كمال ريشا لـ"بوابة العين الإخبارية" إن التنسيق والتقاء المصالح بين حزب الله وداعش واضحان، وكل ما جرى أن الحزب أراد استثماره لصالحه ولصالح إيران، بتقديم نفسيهما على أنهما يكافحان التطرف والإرهاب، فتبتعد عنهما تهم الإرهاب التي تلاحقهما.
كما أنه يريد أن يقدم نفسه على أنه "مشارك في تحرير لبنان من الإرهابيين، وفي حماية المسيحيين بشكل أساسي، وأنه لولا وجود النظام السوري لما كان الجيش اللبناني قادراً على تحرير الأراضي اللبنانية"، بحسب ريشا.
كانت مليشيا حزب الله سمحت لعناصر من داعش بركوب حافلات والخروج من الجرود والتوجه إلى دير الزور بموجب اتفاق شارك فيه النظام السوري، ما أثار الجدل وسط اتهامات للمليشيا بإبرام صفقات على حساب الجيش اللبناني.
أما النائب سمير الجسر، فكان له ردّ على خطاب زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي تحدث فيه عن "تحرير" ثان و"نصر"، متسائلا: "عن أي انتصار واستسلام للإرهابيين تتحدث وأنت فاوضت معهم لخروجهم سالمين في اتجاه سوريا؟".
واعتبر في حديث لبوابة العين الإخبارية أن الهدف من إثارة مسألة خطف العسكريين الآن، وإلقاء اللوم على الحكومة السابقة "للتغطية على عملية تهريب إرهابيي داعش بأمان وسلام من الجرود في اتجاه العمق السوري".
وفتح الاتفاق بين حزب الله وداعش صفحة العسكريين اللبنانيين الثمانية المخطوفين لدى التنظيم الإرهابي منذ 3 سنوات، خاصة بعد انتشال جثث قيل إنها للمخطوفين، وينتظر الأهالي نتائج الفحوص الطبية النهائية لإثبات ذلك.
وهنا يعترض الأهالي على آلية التعامل معهم وعدم متابعة الملف في الأيام الأولى للحفاظ على أرواح أبنائهم، كما يعترضون على كيفية السماح للإرهابيين بالانتقال من دون حساب، وحتى قبل التأكد من هويات الجثث، إذا ما كانت تعود لأبنائهم.
وفي حديث خاص لـبوابة العين الإخبارية تعليقًا على ملف العسكريين، قال نظام مغيط، شقيق العسكري المخطوف إبراهيم مغيط، إن الأهالي يعدون لعقد مؤتمرٍ صحفي يتم فيه الكشف عن معلومات مخفيّة بدءاً من لحظة الأسر وكيف جرى اختطاف الجنود ومن أمَّن الطريق السالك للعملية، وصولاً إلى المتورطين والمتآمرين بالأسماء.
ويتساءل مغيط "أين هيبة الدولة وكرامتها؟ فـكيف نتسلم جثث أبنائنا متحللة، والمجرمون يعودون إلى سوريا في باصات مُكيفة وهم يضحكون من دون أن نستعيد حقنا في محاسبتهم؟ داعش هي من انتصرت علينا".