دير الزور.. معركة تحسم مصير "داعش" و"الأسد"
مع استعداد الجيش السوري لدخول دير الزور تتزايد التساؤلات حول مدي موافقة أمريكا على مشاركتها في المعركة وهل يعني ذلك شرعية للأسد
مع استعداد الجيش السوري لدخول محافظة دير الزور، وتحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي، تتزايد التساؤلات حول موافقة أمريكا على مشاركة قوات بشار الأسد، والمليشيات التابعة له في تحرير تلك المدينة الغنية بالنفط والقريبة من مناطق سيطرة الأكراد، وفي حال وافقت واشنطن، هل يعني ذلك قبولها بشرعية الأسد ولو مرحليا؟.
وأشارت تقارير إخبارية، اليوم، إلى أن قوات الأسد والمليشيات التابعة له باتت على بعد 3 كيلو مترات من دير الزور، وذلك بالتزامن مع تصريحات لمحافظ المدينة محمد إبراهيم سامرا أشار فيها إلى أن وصول قوات الجيش إلي المدينة لا يستغرق أكثر من 48 ساعة.
معركة مصيرية
ميسرة بكور، الباحث السياسي السوري، قال لبوابة "العين" الإخبارية إن قوات الأسد والميلشيات التابعة له لابد وأن تحظي بموافقة الولايات المتحدة من أجل المشاركة في معركة دير الزور.
وأضاف بكور أنه حال وافقت واشنطن على مشاركة الأسد في المعركة؛ فذلك قد يعني أن واشنطن تعترف بشرعيته ولو مرحليا.
وأشار الباحث السياسي السوري إلى مدي أهمية معركة أهمية معركة دير الزور، كونها اّخر محافظة في قبضة التنظيم في سوريا، ولكونها إحدى المناطق الغنية بالنفط، فضلا عن اقترابها من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا، في الرقة، وهو الأمر الذي يدفع واشنطن في الانفراد بتلك المعركة والنصر فيها.
وتكمن أهمية دير الزور السورية في كونها غنية بالنفط، وهو ما جعلها تمثل المورد الأول لنفط التنظيم الذي يعتمد عليه كمصدر للتمويل، إضافة إلى تواجد مطار عسكري كبير بها.
بوادر خلافات
وفي غضون ذلك، تشير تقارير إخبارية إلى أنه ثمة خلافات بين دمشق والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، بدأت تشتد مع تقدم قوات النظام السوري إلى دير الزور.
ومع قيام التحالف الدولي بإنزال عسكري في الجزء الغربي من محافظة دير الزور، أعلن التحالف أنه لإجلاء المدنيين ولجمع المعلومات عن الوضع، اعتبر محللون أن هدف التحالف هو أوسع من ذلك بكثير، وأن واشنطن ترغب في اقتصار السيطرة على المناطق الغنية بالنفط والغاز على حلفائها الأكراد.
وأفاد المرصد السوري، في 26 أغسطس/آب الماضي، بأن عملية إنزال جديدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن جرت في منطقة "التبني" الواقعة في الريف الغربي لدير الزور.
وعزز تلك الخلافات التصريحات حول تقدم وحدات قوات سوريا الديمقراطية " باتجاه محافظة الحسكة، بهدف السيطرة على منطقة الميادين الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات، ما قد يعوق تقدم القوات الحكومية.
استعدادات سورية
وانطلقت قوات جيش النظام السوري والميلشيات التابعة لها منذ عدة أسابيع إلى مدينة دير الزور من عدة جبهات: الأولي من تدمر في الوسط ليسيطر على المدينة التي تعد خط الدفاع الأول لإرهابيي "داعش" عن دير الزور.
وكانت الجبهة الثانية ممثلة في التحرك نحو جنوب الرقة لاختراق الحدود الإدارية لمدينة دير الزور، ليكون أول المحاور الواصلة إليها، ويمنع أي محاولة للقوات الكردية من الوصول إليها من الشمال.
وفي الأيام الأخيرة، تمكنت قوات الأسد من الالتفاف على تنظيم "داعش" الإرهابي بالسيطرة على مدينة السخنة لتكون على بعد 20 كلم من مدينة دير الزور، ثم تسيطر على بلدة عقيربات، أكبر معاقل التنظيم في ريف حماة، التي تعد مركز الإمداد الرئيسي لداعش على أطراف البادية، ويتخذها منطلقا للهجوم على الجمعات السكانية، واّبار النفط في تدمر التي يسيطر عليها الجيش السوري.
واليوم، أضحت القوات السورية، مدعومة من حلفائها، على بعد 3 كيلو متر من دير الزور، فضلا عن تنفيذ موسكو، حليفة الأسد، 80 غارة جوية على المدينة خلال الـ24 ساعة الماضية.
ويسيطر التنظيم، منذ صيف 2014 على معظم المحافظة، ويحاصر منذ بداية عام 2015 قوات النظام التي بقيت متواجدة فقط في أجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، ومطارها العسكري.
وشن الجيش السوري عمليات عسكرية منذ بداية العام في المناطق الشرقية الصحراوية، لمحاولة الوصول إلى المدينة لطرد عناصر التنظيم منها.
أهمية استراتيجية
تحتل المحافظة المرتبة الثانية في قائمة أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، بعد محافظة حمص. ويقدر عدد سكانها بنحو 1.239 مليون نسمة وذلك حسب تقديرات عام 2011.
وتعرف دير الزور بحقولها النفطية الكبيرة مثل التنك والعمر والورد التي سيبطر تنظيم "داعش" على أغلبها بعد معارك ضد المعارضة السورية.
وتعتبر المدينة بنفطها مصدر تمويل هام لتنظيم "داعش"، فضلا عن الأنباء التي تثار حول اتخاذ التنظيم المدينة عاصمة له في سوريا بديلا عن الرقة: ففي أبريل/نيسان الماضي، نقلت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عن مصادر في البنتاجون أن تنظيم "داعش"، قام بنقل ما يصفه بـ"العاصمة" من مدينة الرقة إلى محافظة دير الزور شرق سوريا.