وزير الدفاع الأمريكي في بغداد مع تطويق القوات العراقية لتلعفر
سيلتقي العبادي ومسؤولين آخرين، إضافة إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.
بدأ وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الثلاثاء، زيارة إلى بغداد، لتأكيد دعم بلاده لهذا البلد، فيما تضيق القوات العراقية الخناق على "داعش" في تلعفر، آخر أكبر معاقل التنظيم الإرهابي في محافظة نينوى.
وسيجري ماتيس خلال زيارته محادثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكبار المسؤولين، إضافة إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.
وقال وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين قبل الزيارة إن "تركيزنا حاليا هو إلحاق الهزيمة بداعش داخل العراق، وإعادة فرض السيادة العراقية ووحدة الأراضي".
وأشار إلى أن محادثاته مع المسؤولين العراقيين ستتركز حيال المسار المستقبلي، بما في ذلك كيفية الحفاظ على هذا البلد ضد انقسام سياسي جديد أو الانغماس أكثر بالتأثير الإيراني، بعد سنوات من الاتحاد في محاربة داعش.
ماتيس الذي يقوم بجولة لـ5 أيام تشمل الأردن والعراق وتركيا وأوكرانيا، سيناقش أيضاً مع المسؤولين العراقيين، مسألة إعادة الإعمار وعودة مئات الآلاف من الذين نزحوا قسريا من منازلهم ومدنهم بسبب المعارك، وخصوصا في الموصل.
وبعدما تمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من طرد عناصر تنظيم "داعش" من مدينة الموصل بعد 9 أشهر من المعارك الدامية، بدأت فجر الأحد الماضي، عمليات عسكرية ضد التنظيم في تلعفر، إحدى المدن الإستراتيجية الرابطة بالحدود السورية.
المعركة "لم تنته بعد"
وحول مسار المعركة، أوضح ماتيس أن "أيام داعش معدودة بالتأكيد، لكن الأمر لم ينته بعد ولن ينته قريبا".
وأضاف أن معركة الموصل "كلفت القوات العراقية أكثر من 6 آلاف جريح وأكثر من 1200 قتيل".
لكن رغم ذلك، استعادت تلك القوات الثقة بعدما فقدتها إثر انهيارها أمام تنظيم داعش في الموصل عام 2014.
وأكد الوزير الأمريكي على أن استعادة الموصل ما كانت لتحدث "من دون ثبات رئيس الوزراء العبادي في إعادة تشكيل هذا الجيش الذي كان مشتتا في العام 2014، الجيش الذي ورثه".
ولكن تلك العودة أيضا استندت بشكل حاسم إلى التدريب المكثف والتخطيط والدعم الناري من الجيش الأمريكي.
وقال المتخصص بالشؤون الأمنية الشرق أوسطية في مركز "الأمن الأمريكي الجديد" بواشنطن نيكولاس هيراس، إنه ما زال يتعين تثبيت هذا الدعم.
استفتاء كردستان على الطاولة
ولفت هيراس إلى أن ماتيس سيركز كثيرا على مسلك للولايات المتحدة لتحافظ على وجودها في العراق لمواصلة تدريب قوات الأمن العراقية، وتجنب بروز خليفة لتنظيم داعش.
وإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة رئيسية تتعلق بتوجه كردستان إلى إجراء استفتاء على استقلال الإقليم في 25 أيلول/سبتمبر المقبل، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة بشدة كحدث يمكن أن يقوض العبادي سياسيا ويشتت التركيز عن محاربة تنظيم "داعش".
وقال مبعوث الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي بريت ماكجورك إن "الاستفتاء في هذا الوقت سيكون كارثيا للحملة ضد داعش".
وأضاف "ليست الولايات المتحدة وحدها، كل عضو في التحالف يعتقد أن ليس هذا الوقت المناسب لإجراء هذا الاستفتاء".
ولفت ماكجورك إلى أن التقدم الأولي على مشارف تلعفر "يسير على ما يرام"، حيث تم تطهير 235 كيلومترا مربعا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى.