رحلة تمثال "ديليسبس" إلى متحف قناة السويس تحسم جدل 4 عقود
فرديناند ديليسبس يعد صاحب فكرة حفر قناة السويس، وظل تمثاله بمكانه عند مدخل القناة حتى قرر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تأميمها
شهدت محافظة الإسماعيلية المصرية، الأحد، وصول تمثال ديليسبس إلى مقر المتحف العالمي لقناة السويس قادما من محافظة بورسعيد، بعد جدل طال نحو 4 عقود حول إمكانية إعادة نصب التمثال على قاعدته الحجرية عند المدخل الشمالي لقناة السويس.
وشارك في عملية النقل أكثر من 200 من أبناء هيئة قناة السويس من مختلف إدارات هيئة قناة السويس، ومتابعة لحظة بلحظة من الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
وتسارعت الأحداث عقب تسرب أنباء عن عزم محافظة بورسعيد نصب التمثال، إذ قام العديد من الصحفيين والسياسيين بالكتابة عن الدور الاستعماري الذي لعبه ديليسبس في تاريخ مصر بدءا من السخرة في حفر القناة والتي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مصري مرورا بتآمره لسلب مصر نصيبها من الأسهم في شركة قناة السويس وفرض التدخل الفرنسي الإنجليزي لمراقبة المالية المصرية وانتهاء بخديعة أحمد عرابي ناظر الجهادية والسماح باستخدام قوات الاحتلال الإنجليزي لقناة السويس.
وناشد عدد كبير من الكتاب والمثقفين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التدخل لمنع نصب التمثال باعتباره رمزا استعماريا وهو ما يسيء للتاريخ الوطني المصري ويهدر تضحيات المصريين في شق القناة وتطويرها وإدارتها والدفاع عنها.
وكان نشطاء دشنوا صفحه على "فيسبوك" تطالب بنقل تمثال ديليسبس من مدخل مدينة بورسعيد باعتباره يرمز لحقبة وصفها القائمون على الصفحة بأنها مقيتة فى تاريخ مصر الحديث.
وفرديناند ديليسبس هو صاحب فكرة حفر قناة السويس، وقد ظل تمثاله بمكانه عند مدخل قناة السويس. حتى قرر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأميم القناة، وحين وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أزالت المقاومة الشعبية التمثال لأنه "رمز يجسد الاحتلال والاستعمار"، ثم أودِع مخازن ورش الترسانة البحرية لهيئة قناة السويس بمدينة بورفؤاد.