لبنان وترسيم الحدود مع إسرائيل.. أذن للتصعيد وعين على الوسيط
خيّم التصعيد الجاري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على الوضع في لبنان، ما طرح تساؤلات عن تأثيره على مفاوضات ترسيم الحدود.
التصعيد في غزة رافقته تحركات على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل، حيث شهدت المنطقة الجنوبية تحركات احتجاجية في الأيام الأخيرة، وأطلقت صواريخ من مخيم للاجئين الفلسطينيين باتجاه إسرائيل.
ويجد لبنان الرسمي وقواه السياسية البلاد بين فكي كماشة جغرافية تمنع التغاضي عن تأثير ما يجري في الجوار على أي مفاوضات بينها وبين الجارة الجنوبية حول ترسيم الحدود، لكن العين تبقى على الوسيط الأمريكي في تقديم التسهيلات لجولة المفاوضات القادمة، بعد أن يتحول التصعيد إلى هدوء بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل انتهت آخر جلساتها قبل أسبوعين من دون تحديد موعد جديد، لكن المراقبين والمسؤولين في لبنان يعتبرون أن الأمر لا يرتبط بالمستجدات الأخيرة إنما باختلاف مقاربة الطرفين للخريطة التي يتم التفاوض عليها.
ولم تحرز الجلسة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت قبل أسبوعين بعد توقف لأشهر، أي تقدم، بل إنه لم يتم تحديد موعد جديد لجلسة مقبلة.
محللون ومصادر عسكرية في لبنان وأخرى مقربة من رئاسة الجمهورية أجمعوا على أن المستجدات في الجنوب لن يؤثر على مفاوضات ترسيم الحدود، وإنما السعي الأمريكي بشكل أساسي هو من يلعب دورا في هذه القضية.
وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي والأستاذ الجامعي مكرم رباح لـ "العين الإخبارية" إن ما يحصل لن يؤثر على الترسيم بين لبنان وإسرائيل؛ إذ إنه في هذه القضية هناك محاولة لكسب الوقت أكثر وأكثر من الطرف الإيراني (عبر حزب الله في لبنان) لترجمة هذا الموضوع، أو الاستفادة منه في الداخل اللبناني والمنطقة أيضا.
وأوضحت مصادر عسكرية لبنانية في هذا السياق، لـ"العين الاخبارية" أن تأثير ما يحصل في الجنوب حتى الآن لا يبدو كبيرا، حيث أن استئناف مفاوضات الترسيم مرتبط بالخلاف بين البلدين على الخرائط المقدمة.
انحياز الوسيط الأمريكي
وفي ذات الصدد رأت مصادر مقربة من الرئاسة في لبنان أن موضوع ترسيم الحدود منفصل عما يحصل في الجنوب وغزة، وهو يتعلق بقرار واشنطن للبحث عن حل وسط، بعد أن أظهر الوسيط الأمريكي في آخر جلسة دعمه لوجهة النظر الإسرائيلية وهذا ما يرفضه لبنان.
المصادر المقربة من الرئاسة دعت إلى أن يلعب الوسيط الأمريكي دورا فعليا بالدعوة إلى اجتماع جديد، وتحريك المفاوضات؛ وتقديم اقتراحات تأخذ بالاعتبار الموقف اللبناني، إذ إنه إذا بقي التصلب سيّد الموقف لن نصل إلى نتيجة والموضوع يتطلب ليونة أكثر من الجانب الأمريكي ومن خلفه تل أبيب".
من هنا تؤكد المصادر المقربة من الرئاسة اللبنانية أن "لا ارتباط بين التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين ومفاوضات الترسيم".
عقدة المفاوضات
وشددت المصادر ذاتها على أن نقطة الخرائط، هي عقدة المفاوضات وليس قضية أخرى.
وبدأت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان منتصف أكتوبر الماضي بوساطة أمريكية وبرعاية الأمم المتحدة في الناقورة جنوب لبنان.
وعقد الطرفات أربع جلسات في شهر نوفمبر، وتوقفت لوجود خلاف على الخرائط المقدمة من الوفدين، لتعود وتتدخل واشنطن لاستئنافها من حيث توقفت.
وشهدت فترة الانقطاع تصعيدا بين الطرفين اللذين يهدفان إلى تسوية في قضية الحدود تمكنهما من الاستفادة من عملية التنقيب عن النفط في المنطقة.
وتتركز المفاوضات حول مساحة 860 كلم، لكن لبنان يطالب بتوسيع المساحة إلى 2290 كلم وهو ما ترفضه تل أبيب.
وبحسب بيان للرئاسة اللبنانية أصدرته بعد الجولة الأخيرة، قالت فإن رئيس الوفد الأمريكي طلب أن يكون التفاوض محصوراً فقط بين الخطين الإسرائيلي واللبناني المودعَين لدى الأمم المتحدة، أي ضمن المساحة البالغة 860 كيلومتراً مربعاً، وذلك خلافاً للطرح اللبناني من جهة ولمبدأ التفاوض من دون شروط مسبقة من جهة ثانية.
كما أعطى الرئيس اللبناني ميشال عون توجيهاته إلى الوفد بألا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة، بل باعتماد القانون الدولي الذي يبقى الأساس لضمان استمرار المفاوضات للوصول إلى حل عادل ومنصف تريده بيروت، حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا والاستقرار.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز