الإصابة بالخرف.. أخطار تلوث الهواء تصل إلى الدماغ

قد يحتاج الأشخاص الذين يستنشقون تلوث الهواء يوميا، إلى إضافة خطر متزايد للإصابة بالخرف إلى قائمة مخاوفهم الصحية.

قد يحتاج الأشخاص الذين يستنشقون تلوث الهواء يوميا، لا سيما من حرائق الغابات أو المصادر الزراعية، إلى إضافة خطر متزايد للإصابة بالخرف إلى قائمة مخاوفهم الصحية.

• ما العلاقة بين تغير المناخ وألزهايمر؟.. ناقوس الخطر يدق

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يصيب الخرف أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، وهو رقم مرشح للزيادة بعد أن وجد بحث بجامعة ميتشيغان الأمريكية، علاقة بين الآثار المحتملة لتلوث الجسيمات، الناتج عن حرائق الغابات أو المصادر الزراعية، والإصابة بالخرف، حتى عندما لا تتجاوز مستويات التلوث المعايير الوطنية لجودة الهواء المحيط.

وبينما ركزت الأبحاث السابقة بشكل أساسي على تلوث الجسيمات من مصادر أخرى، مثل الوقود الأحفوري، وجد الباحثون ارتباطًا أكبر بين الإصابة بالخرف والتلوث الناجم عن الزراعة أو حرائق الغابات.

وفي الدراسة المنشورة 14 أغسطس/ آب بدورية "جاما إنترنال ميدسين"، استخدم الباحثون بيانات من أكثر من 27 ألف شاركوا في مسح صحي بين عامي 1998 و 2016، وأصيب حوالي 15 في المائة بالخرف خلال فترة الدراسة.

ووجد الباحثون أن أغلب المصابين عاشوا في مناطق ذات تركيزات أعلى من تلوث الجسيمات من نظرائهم غير المصابين بالخرف، حيث يمكن أن تدخل الجسيمات إلى الدماغ من خلال الأنف، وتتسبب في موت الخلايا العصبية المرتبط بالخرف، أو تغيير البروتينات الالتهابية.

ومن ناحية أخرى، قد يكون لتلوث الهواء تأثير غير مباشر على الدماغ، حيث يتسبب في فشل القلب والأوعية الدموية الذي يؤدي إلى نقص إمداد الدماغ بالأكسجين، ثم يتسبب في تسارع الخرف، كما أن الجسيمات الدقيقة تدخل الدماغ وتسبب بعض ردود الفعل السمية العصبية، كما يوضح ماساشي كيتازاوا، الأستاذ المشارك في الصحة البيئية والمهنية في جامعة كاليفورنيا، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشرته شبكة "سي إن إن ".

ويقول كيتازاوا "لا أريد أن يصاب عامة الناس بالذعر، ولكن أقترح ضرورة الحد من التعرض لتلوث الهواء" مشيرا إلى أنه من بين الطرق التي يمكن أن يقلل بها شخص ما من تعرضه لتلك المشكلة، هو استخدام أجهزة تنقية الهواء في المنزل وارتداء الأقنعة في حالة الخروج عندما يكون هناك دخان حريق في الهواء.

وتقول سارة دوبوسكي أدار، الباحثة في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة ميتشيغان: "نأمل أن تكون نتائج دراستنا سببا آخر قد يحفز الناس على العمل بشأن تغير المناخ والتفكير في الطرق التي يمكننا من خلالها إبطاء تقدم تغير المناخ، ونرى الكثير من الأمثلة المأساوية لما يحدث الآن".