تغير المناخ وحيوانك الأليف.. علاقة "تكيف" معقدة (مقابلة)
شهدت الأرض للتو أكثر شهورها سخونة، والحرارة الشديدة ليست مجرد تحدٍ للبشر، لكنها تجلب المعاناة للحيوانات الأليفة أيضا.
والحرارة الشديدة ليست مجرد تحدٍ للبشر، لكنها تجلب المعاناة للحيوانات الأليفة أيضا، وخلال دراسة نشرت في دورية "كابي ريفيو"، درس فريق بحثي أسترالي، كيف يؤثر تغير المناخ على رفاهية الحيوانات؟، بما في ذلك الحيوانات الأليفة، و استخدم الباحثون مفهوما لتقييم الرفق بالحيوان يُعرف باسم "نموذج المجالات الخمسة"، والذي يركز على التغذية، البيئة، الصحة الجسدية، السلوك، والحالة العقلية.
وقام الباحثون من خلال هذا النموذج بتقييم الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية الكاملة للحيوانات تجاه الضغوط البيئية، ووجدوا أن تغير المناخ يضر بالحيوانات في جميع مجالات الرفاهية الخمسة، فكيف يحدث هذا الضرر؟، وما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمساعدة الحيوانات.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها د. إدوارد نارايان، الباحث في علوم الحيوان بجامعة كوينزلاند الأسترالية، والباحث الرئيسي بالدراسة في مقابلة خاصة مع العين الإخبارية.
في حين أن الدراسات حول تأثيرات تغير المناخ تركز على الطقس والزراعة والعديد من المجالات الأخرى، فقد كان من اللافت اهتمامكم بالحيوان.. لماذا؟
أنا عالم أحياء حيواني متخصص في فسيولوجيا الحيوان ورعايته، وينصب تركيز بحثي على فهم كيفية تأثير العوامل البيئية على صحة الحيوان ورفاهيته.
هناك تأثيرات مختلفة على جميع أنواع الحيوانات الأليفة ، لكن في تقديرك، ما هي الحيوانات الأكثر تضررا؟
نعم، تتأثر جميع الحيوانات ولكن ستظهر العواقب أكثر على تلك الحيوانات التي يتم الاحتفاظ بها في أماكن تعرضها للمناخ مثل الحظائر أو الأقفاص الخارجية، ويمكن أن تكون حيوانات مثل الطيور الأليفة والدجاج وأسماك الزينة الأكثر تأثرا.
دعنا نبدأ بالأسماك، وكيف تتأثر بتغيرات المناخ؟
الأسماك تستخدم مصادر خارجية للحرارة لتنظيم درجة حرارة أجسامها، لذلك تكون أسماك في الأحواض عرضة للتغيرات في درجة حرارة الماء، والتي قد تحدث أثناء موجة الحر، ويمكن أن تسبب درجات حرارة المياه الشديدة ضررا جسديا للأسماك، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يزيد معدل التمثيل الغذائي للأسماك، مما يعني أنها تحتاج إلى مزيد من الأكسجين للتنفس، ويمكن أن تحدث تغيرات أخرى مثل تباطؤ النمو وانخفاض التغذية.
وما الذي ينبغي فعله؟
يجب الاحتفاظ بالمياه في حوض السمك الداخلي بين 20 و 25 درجة (إلا إذا كنت تحتفظ بأسماك استوائية)، وبناء على ميزانيتك وحجم الحوض ، يمكنك اختيار استخدام جهاز للتحكم في درجة حرارة الماء، وفي كلتا الحالتين ، من المهم مراقبة درجة حرارة الماء بانتظام، وتأكد أيضا من عدم وجود حوض السمك بالقرب من النافذة حيث يتعرض لأشعة الشمس المباشرة.
وقد يكون ترك حوض السمك الخاص بك دون رقابة لأيام أو أسابيع في الصيف أمرا خطيرا بسبب مخاطر موجات الحر، لذلك إذا كنت ذاهبا لقضاء عطلة صيفية ، ففكر في تكليف شخص بتفقد حوض السمك بانتظام.
وماذا إذا كان حيوانك الأليف هو الطيور؟
الإجهاد الحراري يمكن أن يغير فسيولوجيا الطيور، فعلى سبيل المثال ، أظهرت الأبحاث التي أجريت على مجموعة برية من طيور روبينز أسترالية صغيرة أثناء موجة الحر أن الطيور فقدت كتلة جسمها وهجرت أعشاشها ، ومات بعضها.
ويمكن أن يسبب الإجهاد الحراري أيضا سلوكا غير طبيعي في الطيور الأليفة مثل قطف الريش، عندما ينقر أحد الطيور بشكل متكرر على ريش آخر.
لذلك يجب على مالكي الطيور، فحص قفص الطائر بانتظام خلال الطقس الحار، للتأكد من أنه نظيف ومليء بالطعام والماء، و إذا كان الطائر في قفص خارجي تأكد من أنه مظلل.
ننتقل إلى أكثر الحيوانات الأليفة شيوعا، وهي الكلاب والقطط، فكيف يؤثر تغير المناخ عليها؟
يمكن أن تعاني الكلاب والقطط في الأيام الحارة، خاصة إذا كانت كبيرة في السن ولديها زيادة في الوزن، ولها معاطف سميكة، و أنف قصيرة ووجوه مسطحة تقيد تدفق الهواء وتجعل من الصعب عليها أن تبرد.
وما هي خطورة ذلك بالنسبة للكلاب؟
يمكن أن يتسبب في الإجهاد الحراري، الذي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع حرارة الكلاب ، مما يعني أن درجة حرارة جسم الكلب تصبح ساخنة بشكل خطير.
وما الذي ينبغي فعله؟
يجب مراقبة علامات التحذير المبكرة للإجهاد الحراري مثل اللهاث المفرط والحركات غير المنتظمة، ويمكن أن تتفاقم هذه الأعراض بسرعة، مما يؤدي إلى ضربة شمس وموت محتمل.
وأفاد أكثر من 80٪ من أصحاب الكلاب خلال دراستنا أنهم لا يجبرون الكلاب على الخروج من البيت أثناء الطقس الحار، لفترات طويلة، ويمكن أن يساعد ذلك في تجنب الأمراض المرتبطة بالحرارة، لكن في نفس الوقت يجب الحذر من عدم تقليل مستويات نشاط الكلب كثيرًا ، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية أخرى.
وفي حال اصطحبت كلبك إلى الخرج يجب الامتناع عن تركه دون مراقبة في السيارة ، لأنها يمكن أن ترتفع درجة حرارته بسهولة، ومن الأفضل، بشكل عام، ترك كلبك داخل المنزل في يوم حار، طالما أن لديه مكانًا باردًا للراحة والكثير من الماء.
وإذا كنت تأخذ كلبك للخارج في يوم حار ، احمل له وعاء من الماء البارد، ولا تنس أن تضع كمية قليلة من واقي الشمس للحيوانات الأليفة على الجلد الوردي المكشوف للكلاب مثل أطراف الأذن والأنف.
وهل يختلف الأمر بالنسبة للقطط؟
مثل الحيوانات الأخرى، يمكن أن ترتفع درجة حرارة القطط في الطقس الحار، وتشمل الأعراض اللهاث الشديد وسيلان اللعاب وسرعة النبض، وكما هو الحال مع الحيوانات الأخرى، إذا كنت تشك في أن قطتك تعاني من ضربة شمس، فاتصل بطبيب بيطري على الفور.
من المرجح أن يساعد تغير المناخ والحرارة والفيضانات المرتبطة به على انتشار الطفيليات والأمراض بما في ذلك الأمراض التي تنقلها القراد ، وتفشي البراغيث والدودة القلبية، وهذا يعرض القطط والكلاب للخطر.
وما هي نصائحك بالنسبة للقطط في الطقس الحار؟
نصيحتي لأصحاب القطط مشابهة لتلك التي تم تقديمها لأصحاب الكلاب، وهي التأكد من أن القطة لديها الكثير من الظل والماء ، وضع واقٍ من الشمس على أطراف الأذن والأنف، خاصةً إذا كانت القطة بيضاء، وإذا أمكن ، احتفظ بالقطة بالداخل خلال أشد فترات اليوم حرارة، وفي موجة الحر، العب مع قطتك إما في الصباح الباكر أو في المساء ، عندما تنخفض درجة الحرارة.
مع تعدد التأثيرات الخطيرة لتغير المناخ على الامن الغذائي والصحي للبشر، ربما لا تجد رسالتك الخاصة بالحيوان آذانا صاغية؟
بالعكس، هذه الرسالة في وقتها، ويجب الاستماع لها باهتمام أكثر من أي وقت مضى، فالبشر لديهم القدرة على فهم تغير المناخ والاستعداد له ، بينما الحيوانات الأليفة ستحتاج إلى مساعدتنا للتعامل معه، ولا يشمل ذلك الاسماك والطيور والقطط والكلاب فقط، بل يشمل الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الزواحف والأرانب.
ونظرًا لأن موجات الحر وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت أكثر شيوعا ، فإن المسؤولية تقع على عاتقنا للحفاظ على حيواناتنا الأليفة آمنة.
وما هي توقعاتك لقمة المناخ المقبلة "COP 28" ورسالتك للقادة المشاركين بها؟
رسالتي، هي أهمية جعل المساهمين الكبار في الكربون يدفعون ثمن كارثة تغير المناخ التي ستؤثر على الدول ضعيفة الموارد مثل آسيا وأفريقيا والمحيط الهادئ، حيث تواجه هذه الدول وحيواناتها والبشر عواقب الاحتباس الحراري من خلال فقدان المنازل والأرواح أثناء الطقس القاسي، وهذا هو المكان الذي يجب استثمار معظم الموارد فيه.