ما العلاقة بين تغير المناخ وألزهايمر؟.. ناقوس الخطر يدق
كان يوليو/تموز 2023، هو الشهر الأكثر سخونة، حيث شهدت عدة مدن موجات حرارة قياسية لأسابيع متتالية، تم إرجاعها بشكل أساسي لتغير المناخ.
وبينما يتجه الحديث دوما للأبعاد الاقتصادية للمشكلة، وجدت دراسة جديدة نشرت 15 أغسطس / آب بدورية "علم الأوبئة وصحة المجتمع"، أن الحرارة الشديدة المستمرة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التدهور المعرفي بين الفئات الضعيفة، وخاصة كبار السن، وأولئك الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة، وهو ما قد يقود إلى حدوث "ألزهايمر".
ويقول إيونيونغ تشوي، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية جامعة نيويورك للصحة العامة العالمية، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة " الحرارة الشديدة هي السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالطقس، حيث تودي بحياة الأطفال الصغار وكبار السن، وهم معرضون بشكل خاص للأمراض المرتبطة بالحرارة مثل الإرهاق الحراري وضربة الشمس، ولكن لم يتم الالتفات لتأثيرها الطويل على الوظائف الإدراكية".
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن درجات الحرارة المرتفعة قد تضر بالوظيفة الإدراكية، لكن هذه الدراسات تميل إلى النظر في لقطة لإدراك شخص ما في نقطة زمنية واحدة بعد التعرض للحرارة لفترة وجيزة، ولا يُعرف الكثير عن العواقب طويلة المدى للحرارة على الصحة الإدراكية.
وأوضحت فرجينيا تشانغ، الأستاذة المشاركة في العلوم الاجتماعية والسلوكية بكلية نيويورك للصحة العامة العالمية والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "قد لا يظهر التدهور المعرفي مباشرة بعد حدث حر واحد، ولكن التعرض المتكرر أو المطول للحرارة الشديدة قد يكون ضارًا، ويمكن أن يؤدي التعرض التراكمي للحرارة الشديدة إلى سلسلة من الأحداث في الدماغ ، بما في ذلك التلف الخلوي والالتهاب والإجهاد التأكسدي ، وكلها يمكن أن تستنفد الاحتياطي المعرفي للفرد".
ونظرا لأن موجات الحرارة أصبحت أكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ، سعى الباحثون إلى فهم العلاقة بين التعرض الشديد للحرارة والتدهور المعرفي، حيث قاموا بتحليل بيانات ما يقرب من 9500 من البالغين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 52 عاما فما فوق الذين شملهم الاستطلاع على مدى 12 عاما (2006-2018) كجزء من دراسة الصحة والتقاعد التي أجراها معهد جامعة ميشيغان للبحوث الاجتماعية، والتي تقيس الوظيفة الإدراكية للمشاركين على مدى أكثر من 12 عاما.
ونظر الباحثون أيضا في المقاييس الاجتماعية والاقتصادية للأحياء التي يعيش فيها المشاركون، بالإضافة إلى ذلك ، قاموا بحساب التعرض التراكمي للمشاركين للحرارة الشديدة (عدد الأيام التي وصل فيها مؤشر الحرارة إلى حد معين أو تجاوزه) خلال فترة الـ 12 عاما هذه بناء على بيانات درجة الحرارة التاريخية من تتبع الصحة العامة البيئية الوطنية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض بأمريكا.
ووجدوا أن التعرض الشديد للحرارة الشديدة كان مرتبطًا بتدهور معرفي أسرع بين سكان الأحياء الفقيرة ، ولكن ليس بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الأحياء الأكثر ثراءً.
وتقول هاينا لي، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع في جامعة هاينا لي: "تميل الأحياء الغنية إلى امتلاك الموارد التي يمكن أن تساعد في موجة الحر، أشياء مثل المساحات الخضراء التي يتم صيانتها جيدًا ، وتكييف الهواء ، ومراكز التبريد، بينما في الأحياء المحرومة ، قد لا توجد هذه الموارد".
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز