معتقل منذ 2016.. دميرتاش يدعو لإسقاط نظام أردوغان
جاء ذلك في رسالة وجهها الزعيم الكردي من محبسه بمناسبة الذكرى السنوية لانتخابات 7 يونيو 2015
دعا الزعيم الكردي المعتقل صلاح الدين دميرتاش الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، كافة أحزاب المعارضة للدخول للتحالف ضد نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان؛ ردا على إسقاط العضوية البرلمانية عن ثلاثة نواب برلمانيين مؤخرًا.
جاء ذلك في رسالة وجهها دميرتاش، من محبسه الذي يعتقل فيه منذ العام 2016، الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية لانتخابات 7 يونيو/حزيران 2015 التي نجح فيها الحزب الكردي بزعامته من تجاوز العتبة الانتخابية ودخول البرلمان لأول مرة في تاريخه بعد حصوله على 13.1% من الأصوات.
وفاز حزب العدالة والتنمية، الحاكم بتلك الانتخابات لكنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة 50+1 وذلك بعد حصوله على 40.9% من الأصوات فقط.
ودفعت هذه النتائج حزب العدالة والتنمية إلى الدعوة لانتخابات مبكرة في نوفمبر/تشرين ثان من نفس العام بعدما فشل في التحالف مع أي من أحزاب المعارضة التي نجحت في تلك الانتخابات.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة قال دميرتاش، في رسالته "علينا أن نتعلم الدروس من الماضي، وندخل في تحالفات واضحة وشاملة، ونشن حملات سياسية أكبر وأكثر شجاعة من أجل تحقيق الديمقراطية والحريات والسلام والرفاهية الاقتصادية".
وأضاف قائلا: "فبإمكاننا فعل ذلك والانتصار على الحزب الحاكم حال تحالفنا، ولعل انتخابات 7 يونيو 2015 خير مثال على ذلك".
وتابع القول: "ومن ثم فإنه يتعين على كل من تحدوهم رغبة لتغيير هذا النظام القمعي بشجاعة وثبات، أن يتكاتفوا لإلحاق هزيمة نكراء به، هذا أمر ممكن".
وأشار إلى أن الانتخابات المحلية الأخيرة (31 مارس/آذار 2019) كانت سببًا في تهاوي شعبية الحزب الحاكم، وكانت بمثابة مؤشر على أن الطريق الوحيد لتخليص تركيا من هذا النظام، وتحقيق الحرية، والديمقراطية، والسلام، يمر من التكاتف والتعاضد بين الجميع من خلال تحالف قائم على مبادئ وأسس تضمن للجميع حياة أفضل".
دعوة دميرتاش سبقتها بيوم واحد دعوة مماثلة من أحمد داود أوغلو رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، والتي عبر من خلالها عن استعداد حزبه للتنسيق مع بقية الأحزاب المعارضة في ضوء الاستعداد للانتخابات التركية المبكرة، وضمن التحرك من أجل الإطاحة بنظام أردوغان.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها القيادي السابق بالحزب الحاكم، السبت، خلال لقاء جمعه بعدد من أعضاء حزبه الجديد، بولاية سكاريا، غربي البلاد.
وشدد داود أوغلو على أن هذه التحركات تأتي "من أجل مستقبل البلاد وسلام الأم".
إدانة الممارسات ضد المعارضة والأكراد
في سياق متصل، أعرب دميرتاش عن انتقاده الشديد للممارسات التي يرتكبها نظام أردوغان ضد المعارضة، ولا سيما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، معتبرًا الإقالات التي تتم بحق رؤساء بلديات الحزب المنتخبين، انقلابًا على الديمقراطية في تركيا.
والخميس الماضي، أسقطت عضوية البرلمان عن كل من أنيس بربرأوغلو، نائب إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وليلى غوفن نائبة مدينة "هكاري"(جنوب شرق)، وموسى فارس اوغللاري، نائب، إسطنبول، وكلاهما عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وأشارت المعارضة إلى أن النظام قرر التحريك القرار بعد أن دعا دولت باهجه لي، زعيم حزب الحركة القومية، المعارض، حليف أردوغان، في وقت سابق إلى تغيير ستة قوانين، بما في ذلك قوانين الأحزاب السياسية في البلاد، والقوانين الانتخابية واللوائح البرلمانية الداخلية.
تأتي هذه الممارسات في إطار حرص النظام الحاكم على تضييق الخناق على أحزاب المعارضة في البلاد بعد تهاوي شعبيته بشكل ملحوظ بسبب سياساته التي يتبناها وكانت سببًا في وصول تركيا لأوضاع متردية بكافة القطاعات، ولا سيما الاقتصادية منها.
وقبل ذلك ومنذ الانتخابات المحلية الأخيرة، قام نظام أردوغان بممارسات عدوانية ضد حزب الشعوب الديمقراطي، تمثلت في إقالة عدد من ممثليه الذين نجحوا في تلك الانتخابات من مناصبهم كرؤساء للبلديات، وأعضاء بالمجالس البلدية، وتعيين أوصياء بدلًا منهم.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية، تعتبر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الممثل في البرلمان التركي بـ65 نائبًا، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني.
لذلك تقوم السلطات التركية بين الحين والآخر بالعديد من الممارسات للضغط على الحزب، وأعضائه، وشملت هذه الممارسات إقالة رؤساء بلديات منتخبين تابعين له من مناصبهم تحت ذريعة "الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له"، في إشارة للحزب ذاته.
ومنذ إجراء الانتخابات المحلية بالبلاد في مارس/ آذار 2019، تم تغيير رؤساء بلديات في أكثر من نصف المراكز الإدارية التي فاز بها حزب الشعوب الديمقراطي والبالغ عددها نحو 65 مركزا إداريا واستبدالهم بأوصياء.
كما تشهد محافظات شرق وجنوب شرق تركيا، ذات الأغلبية الكردية، انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد؛ بزعم دعمهم للحزب المذكور، ما يدفعهم للتظاهر بين الحين والآخر رفضا للقمع.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA== جزيرة ام اند امز