بورصة نائب ترامب.. روبيو ورقة «رابحة» لا تخلو من «المخاطرة»
تدقيق جاد تجريه حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، لاختيار نائب قوي للملياردير، لكنّ هناك مرشحا بارزا يثير قلقا متزايدًا في معسكر الخصم.
وتشير تقارير إلى أن ترامب يقوم في الوقت الحالي بتضييق نطاق البحث، ويتصدر حاكم نورث داكوتا، دوغ بورغوم، وسيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، القائمة المختصرة للمرشحين لمرافقة الرئيس السابق في بطاقات الاقتراع في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومن بين هذه القائمة، يمكن أن يشكل روبيو الذي أصبح حليفا قويا لترامب منذ سباق الانتخابات التمهيدية الجمهورية في 2016، "تهديدا وجوديا" للرئيس جو بايدن، وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن أحد كبار الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري (لم تذكر اسمه)، قوله "روبيو وجه مألوف وأصبح أحد أقوى الأصوات في مجلس الشيوخ لصالح أجندة (أمريكا أولاً)، وهو ممتاز على شاشة التلفزيون، ويمكنه مهاجمة بايدن بشكل فعال بسبب سياسات الأخير الفاشلة".
ضربة لبايدن؟
فيما ذكرت المصادر المطلعة، أن "أداء ترامب جيد جدًا مع الناخبين اللاتينيين، وإضافة روبيو لن تؤدي إلا إلى تعزيز ذلك، مما قد يعني نهاية بايدن"، معتبرة أن "روبيو سيكون اختيارًا قويًا وآمنًا".
وبالفعل، يثير اختيار روبيو لمنصب نائب الرئيس في المعسكر الجمهوري، مخاوف لدى العديد من الديمقراطيين، وفقا لمقال نشرته مجلة "فانيتي فير" في مايو/أيار الماضي.
من جانبه، وصف مات وولكينغ، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، والذي شغل منصب نائب مدير الاتصالات لحملة ترامب الرئاسية لعام 2020، روبيو بأنه "محاور فعال ومنضبط ونادرًا ما يرتكب أخطاء".
وتابع أن روبيو "هو الشخص الوحيد بين المرشحين المحتملين الذي يتحدث لغة أخرى، وإجادته للإسبانية ستساعد حملة ترامب في الوصول إلى الناخبين من أصل إسباني في العديد من الولايات؛ الأمر الذي يمكن أن تعزز قدرة الرئيس السابق التنافسية".
ومضى قائلا إن "اختيار روبيو لمنصب نائب الرئيس سيوازن بطاقة الاقتراع الجمهورية بشكل لن تحققه الأسماء الأخرى، خاصة وأن خبرته في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ ستكون ذات قيمة بالنسبة لترامب".
جوانب سلبية
إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من حملة ترامب، أن "تراث روبيو اللاتيني يعزز قدرة الحملة على التواصل مع الناخبين من أصل إسباني"، لكنه أشار في نفس الوقت، إلى بعض "الجوانب السلبية" لسيناتور فلوريدا.
موضحا "لست متأكداً بنسبة 100%، من أن روبيو رجل ترامب .. لم يكن دائماً متحمساً للرئيس السابق"، في إشارة إلى انتقادات السيناتور للأخير في أوقات سابقة، حيث وصفه خلال الحملة التمهيدية في 2016 بأنه "متهور وخطير"، ثم قال إن الرئيس السابق مسؤول "عن بعض ما حدث" خلال اقتحام الكابيتول في بداية 2021,
ومع ذلك، يرى مات ووكينغ أن الجوانب السلبية لاختيار روبيو "ليست كبيرة بشكل خاص"، لكنه أشار إلى أن السيناتور يميل "إلى أن يكون أكثر تشدداً من ترامب عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية".
كما أشار إلى المخاوف بشأن التعديل الثاني عشر للدستور الذي يحظر على الناخبين التصويت للرئيس ونائب الرئيس إذا كانوا من سكان نفس الولاية، إذ أن روبيو وترامب من سكان فلوريدا.
قبل أن يضيف "من المرجح أن يكون ذلك بمثابة مطب سريع أكثر من كونه عائقًا حقيقيًا أمام اختياره".