«غرفة الحرب».. الديمقراطيون يشهرون سلاح الإعلام لمواجهة ترامب

يحاول الحزب الديمقراطي الأمريكي مواجهة أجندة الرئيس دونالد ترامب بشتى الطرق.
أحدث تلك الطرق كان إطلاق جديدة تحت اسم "غرفة الحرب".
تأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه الديمقراطيون تحديات كبيرة، بما في ذلك تراجع معدلات التأييد الشعبي وضغوط متزايدة من الناخبين الذين يطالبون الحزب بتبني مواقف أكثر قوة ضد إدارة ترامب.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تهدف "غرفة الحرب" إلى توسيع نطاق وصول الحزب الديمقراطي إلى مساحات إعلامية جديدة، خاصة عبر التعاون مع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتمتعون بشعبية جماهيرية.
وتركز المبادرة على توسيع النفوذ الإعلامي للحزب من خلال التعاون مع مؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، حتى أولئك الذين يتمتعون بقواعد جماهيرية صغيرة لكنها مخلصة، بهدف الوصول إلى شرائح يصعب استهدافها بالوسائل التقليدية.
كما تهدف المبادرة إلى مكافحة المعلومات المضللة التي تنتشر من قبل إدارة ترامب والجمهوريين، عبر إطلاق برامج متخصصة للرد السريع.
استراتيجيات مبتكرة: من "زووم" إلى "فوكس نيوز"
تعتمد "غرفة الحرب" على آليات عمل متطورة، تشمل عقد اجتماعات صباحية يومية عبر منصة "زووم" مع فريق المتحدثين التابع للحزب، لتنسيق الرسائل ووضع استراتيجيات الرد السريع على تحركات ترامب ونائبه جيه دي فانس وحليفهم إيلون ماسك.
كما تخطط المبادرة لدخول مساحات إعلامية محافظة وغير تقليدية، مثل قناة "فوكس نيوز" وبودكاست "جو روغان"، لاجتذاب جمهور جديد بعيد عن الخطاب الديمقراطي التقليدي.
ويسعى الحزب أيضًا إلى تنظيم فعاليات مجتمعية في المناطق التي يمثلها جمهوريون مهددون بخسارة مقاعدهم، لتسليط الضوء على تأثيرات سياسات الإدارة الحالية، مثل تقليص الخدمات العامة وارتفاع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية.
إعادة تشكيل الصورة ومواجهة الهيمنة الإعلامية الجمهورية
يواجه الديمقراطيون تحديًا كبيرًا يتمثل في هيمنة الجمهوريين على المشهد الإعلامي، خاصة مع تصدر برامج البودكاست المحافظة قوائم الاستماع، إضافة إلى قدرة ترامب على حشد ملايين المتابعين لنشر رسائله.
ويعترف كين مارتن، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، بأن فشل الحزب في انتخابات 2024 يعود جزئيًا إلى هذه الهيمنة، قائلاً: "لقد عرّفونا للجمهور قبل أن نتمكن من تعريف أنفسنا".
ويسعى مارتن إلى كسر الصورة النمطية للديمقراطيين كـ"ضعفاء" عبر تسليط الضوء على التكلفة اليومية لسياسات ترامب على الأسر العاملة، مثل تخفيضات الضمان الاجتماعي وخدمات المحاربين القدامى.
مؤثرون غير تقليديون و"مجالس الشعب"
ضمن الاستراتيجية الجديدة، يعمل الحزب على تجنيد مؤثرين من خلفيات غير سياسية، مثل المزارعين وقدامى المحاربين، للمشاركة في فعاليات أطلق عليها اسم "مجالس الشعب".
وتهدف هذه الفعاليات إلى توضيح تأثير قرارات ترامب المباشر على حياة المواطنين، عبر قصص واقعية ترويها شخصيات موثوقة. كما عيّن الحزب المستشار المخضرم تيم هوغان لقيادة هذه الجهود، مع التركيز على بناء شبكة مؤثرين محليين وإقليميين قادرين على الوصول إلى جماهير متنوعة جغرافيًا وثقافيًا.
ويرى هوغان أن التواصل عبر مصادر موثوقة — حتى وإن كانت صغيرة — قد يكون أكثر فعالية من الاعتماد على المنصات الإعلامية الكبيرة، مشيرًا إلى أن "اليمين أدرك هذه الاستراتيجية مبكرًا، وحان وقت اللحاق بهم".
تحديات مستقبلية ورهانات محفوفة بالمخاطر
رغم الطموح الكبير الذي تحمله المبادرة، إلا أن الديمقراطيين يواجهون عقبات جسيمة لتنفيذها، أبرزها البيئة الإعلامية المشحونة وسرعة انتشار المعلومات المضللة، بالإضافة إلى أن دخول مساحات محافظة مثل "فوكس نيوز" يحمل مخاطر مواجهة أسئلة صعبة وانتقادات حادة.
لكن قيادة الحزب تعتقد أن المخاطرة ضرورية لاستعادة الزخم، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. ويقول مارتن: "نحن حزب المعارضة الآن، ودورنا وضع الجمهوريين في موقف دفاعي".