الشابي.. هدموا بيته وهو لم يهدم للشعر بيتا!
غضب وسخط لدى التونسيين من السلطات الرسمية بعد انتشار صور تظهر هدم منزل شاعرهم الكبير أبي القاسم الشابي
بيت الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي هدم.. بيت من يعتبر ملهم الثورة التونسية ببيته الشهير الذي يقول في مطلعه "إذا الشعب يوما أراد الحياة" هدم منذ سنوات ولكنه اليوم يثير سخطًا عارمًا في الأوساط الثقافية والشعبية بتونس، على الرغم من تأكيد السلطات الرسمية على أن الأمر يتجاوزها ويتعلق بورثة الشاعر الراحل.
وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، بعشرات الصفحات المنددة بخبر هدم بيت أبي القاسم الشابي، وطالب أصحابها برد الاعتبار
وطالب أصحاب الصفحات المنددة بخبر هدم بيت الشابي، بإعادة إعمار المكان وإقامة متحف كبير فيه يضم قصائد ومخطوطات ومستخدمات الراحل التي صارت لا تقدر بثمن بسبب الصيت الهائل الذي يتمتع به الشاعر.
غير أن المفاجئ فيما أثير عن الموضوع، هو نفي والي "توزر" ، المحافظة التي ولد بها الشابي جنوبي تونس، أن يكون قد صدر أي قرار لهدم بيت الشاعر من السلطات الرسمية.
وأوضح منير الحامدي في تصريحات لإذاعة محلية تونسية، أن الصور المتداولة هي فعلا لبيت الشابي، لكنها قديمة وتعود لأكثر من 10 سنوات خلت، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية لا تتحمل أي مسؤولية فيما حدث.
وأبرز الحامدي أن البيت المتداول في الصور يعود لورثة تعود ملكيته لورثة الشابي، لافتا إلى أنهم قاموا بهدمه والتصرّف فيه، مستغربا في الوقت ذاته أن تثار هذه القضية من جديد اليوم.
وحول ميراث الشاعر الكبير، صرح والي توزر بأن ضريح الشابي و الكتابات والمخطوطات لا تزال تحت تصرف وزارة الثقافة وهي محفوظة بما يليق بمكانه الشاعر.
هذه التوضيحات، لم تنجح في إطفاء غضب المثقفين التوانسة، ومنهم المفكر أنس الشابي والروائي حبيب السالمي، فسارعوا إلى التنديد بهدم البيت واعتبروا أن المساس بأي معلم رعى شاعر تونس الكبير يعد جريمة لا تغتفر.
ويكتسي البيت الذي تم هدمه بقرية الشابية، مكانة خاصة لدى شاعر تونس الكبير أبي القاسم الشابي، ففيه خرج إلى الدنيا في 24 فبراير 1909، وعنه كتب بخط يده مخطوطا لا يزال إلى اليوم قائلا "في هذا التاريخ لفظتني السماء إلى هذا العالم الغريب فكنت بشرا سويا".
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA==
جزيرة ام اند امز