الساحر دينير.. قصة وفاة مأساوية مهدت لثنائية تاريخية في كأس العالم
فتحت وفاة أحد اللاعبين الذي أطلق عليه "ساحر البرازيل" الباب أمام ثنائية تاريخية ظلت خالدة في تاريخ كرة القدم وكأس العالم.
الأمر يتعلق بدينير أوغوستو دي سوزا الشهير بـ"دينير"، الذي كان ساحرا في لعبه حسب البرازيليين، لتمتعه بمهارة فردية كبيرة، حيث كانوا يرونه بأنه النجم القادم الذي سيحمل الذهب لبلادهم في بطولة كأس العالم 1994 التي تُوج بها منتخب السليساو.
قصة وفاة دينير ساحر البرازيل
لكن بشكل مأساوي تُوفي دينير قبل أسابيع قليلة من انطلاق مونديال 1994، في حادث سيارة عن عمر يناهز 23 عاما فقط.
حدث ذلك يوم 18 إبريل/نيسان 1994 في ريو دي جانيرو، حيث تُوفي دينير في حادث عندما اصطدمت سيارته بشجرة في أحد شوارع منطقة لاغوا رودريغو دي فريتاس، وكان سائق السيارة صديق دينير، أوتو غوميز دي ميراندا، الذي فقد ساقيه في الحادث.
ولفظ دينير أنفاسه الأخيرة بسبب اختناقه بعد التفاف حزام مقعد السيارة حول رقبته.
من هو البرازيلي دينير؟
ولد دينير في ساو باولو عام 1971، وبدأ مسيرته مع فريق ساو باولو بفئة الشباب في عام 1988، لكن سرعان ما انتقل إلى صفوف بورتوغيزا.
وفي عام 1991، أثناء لعبه مع نادي بورتوغيزا فاز بكأس ساو باولو دي جونيورز، وتم اختياره كأفضل لاعب في المسابقة، كما لعب 47 مباراة في الدوري البرازيلي، وسجل 7 أهداف.
وبعد عامين، فشل كورينثيانز في التعاقد معه، ليرسل معارا إلى غريميو من بورتو أليغري، حيث فاز ببطولة ولاية ريو غراندي دو سول، ولعب أربع مباريات في كأس البرازيل في ذلك العام.
وفي العام التالي تمت إعارته إلى فاسكو ريو دي جانيرو، حيث لعب مباراتين في كأس البرازيل وسجل هدفا، ثم فاز بعد وفاته ببطولة ولاية ريو دي جانيرو.
وعلى المستوى الدولي، لعب دينير مباراتين لمنتخب البرازيل تحت قيادو باولو روبرتو فالكاو، وتحديدا عام 1991 ضد الأرجنتين وبلغاريا.
وفاة دينير تفتح الباب لثنائية تاريخية
سمحت وفاة دينير بالتحاق الظاهرة البرازيلي رونالدو نازاريو بقائمة السليساو بدلا منه، ليكون واحدا من عناصر "السامبا" في ذلك الوقت بكأس العالم الذي رفعته البرازيل آنذاك.
وظل رونالدو على مقاعد البدلاء ولم يشارك في البطولة، ورغم عدم لعب دور في البطولة لكن تم احتساب اللقب له.
إلا أن وفاة دينير فتحت الباب أمام ثنائية بيبيتو وروماريو التاريخية، التي قادت السيليساو لمجد المونديال بعدما شكلا ثنائيا هجوميا خطيرا قاد منتخب بلادهما إلى الفوز بكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبلغت تلك الثنائية ذورة النجاح في نسخة كأس العالم التي نظمتها الولايات المتحدة في 1994، وبالتحديد في مباراة دور الثمانية أمام هولندا.
وفي تلك المباراة، سجل روماريو هدف التقدم للبرازيل وأضاف بيبيتو الهدف الثاني بعدها بعشر دقائق، وكانت زوجة بيبيتو قد أنجبت طفلا قبلها بأيام.
وبعد الهدف توجه بيبيتو صوب خط التماس وهز يديه وكأنه يحمل رضيعا، ثم انضم إليه روماريو وكرر الحركة نفسها، لتصبح واحدة من أشهر الاحتفالات في ملاعب كرة القدم.
وفازت البرازيل في تلك المباراة 3-2، قبل أن تنتصر على إيطاليا في المباراة النهائية بركلات الترجيح، لتحقق رقما عالميا آنذاك بالفوز بكأس العالم للمرة الرابعة.