بحيرات الصحراء.. الأقمار الصناعية تكشف تأثير الأمطار على 4 دول عربية
تسببت الأمطار غير المسبوقة الناجمة عن إعصار قوي خارج المداري في تكوين بحيرات عبر الصحراء الكبرى، وفقا لصور الأقمار الصناعية الأخيرة من وكالة ناسا ومهمة "كوبرنيكوس سنتينل 2".
وجلب هذا الحدث الجوي النادر، الذي حدث في 7 و8 سبتمبر/أيلول، أمطارا غزيرة إلى أجزاء من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، مما أدى إلى هطول ما يعادل ما يقرب من عام من الأمطار في غضون أيام قليلة.
وملأ الطوفان العديد من البحيرات المؤقتة، بما في ذلك سبخة الملاح في الجزائر والبحيرات القريبة من كثبان رملية في عرق الشبي بالمغرب، وهي منطقة شاسعة معروفة بكثبانها الرملية على شكل نجمة.
وتقدم هذه المسطحات المائية المؤقتة، المرئية في صور الأقمار الصناعية المذهلة، لمحة عن كيف يمكن حتى للصحراء الأكثر جفافا على وجه الأرض أن تتحول بسبب أحداث الطقس المتطرفة.
والتقط قمر ناسا الصناعي "لاند سات 9 " صورا رائعة قبل وبعد تبخر مياه سبخة الملاح، حيث كشفت عن ظهور بحيرة خضراء تغطي 74 ميلا مربعا (191 كيلومترا مربعا) بعمق 7.2 قدم (2.2 متر)، تشكلت بحيرات مماثلة حول عرق الشبي بعد أن فاضت الأنهار من جبال الأطلس القريبة، مما ساهم في هذه الظاهرة غير العادية.
ووفق موقع "سبيس دوت كوم"، فقد استخدم باحثون، بيانات الأقمار الصناعية لحساب حجم وعمق البحيرة.
وقدر الباحثون أن المياه في سبخة الملاح قد تستغرق ما يصل إلى عام حتى تتبخر، مما يتيح نافذة ممتدة لدراسة آثار الطقس القاسي في هذه المنطقة.
ويقول الباحثون إنه: "إذا لم تحدث أي أحداث أمطار أخرى، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر حوالي عام حتى يتبخر العمق الحالي البالغ 2.2 متر تمام".
ويوفر هذا الحدث رؤى قيمة حول مناخ الصحراء في الماضي والمستقبل، فمنذ آلاف السنين، كانت الصحراء الكبرى أكثر خضرة، وتساعد دراسة الأحداث النادرة التي امتلأت فيها البحيرات العلماء على فهم هذه البيئات الماضية بشكل أفضل.
وتشير توقعات المناخ الحالية إلى أن أجزاء من الصحراء الكبرى قد تشهد المزيد من هطول الأمطار في المستقبل، على الرغم من بقاء قدر كبير من عدم اليقين. ومن خلال دراسة هذه الأحداث، يهدف العلماء إلى اكتساب فهم أوضح لكيفية تأثير تغير المناخ على واحدة من أكبر المناطق وأكثرها جفافا على وجه الأرض.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز