العيد في لبنان.. منازل بلا كهرباء ومحال تجارية خالية
يعيش لبنان أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، وقد تفاقمت مشاكله منذ التخلف عن سداد ديونه في مارس
في شوارع طرابلس ثاني أكبر مدينة في لبنان، لا يوجد ما يشير إلى احتفالات أو مظاهر عيد الأضحى هذا العام، فلا زينة ولا أضواء. ولا توجد كهرباء على أي حال.
فقط لافتة كبيرة ترحب بالزوار في أحد مداخل المدينة، وهي من أفقر مدن لبنان تقول "فلسنا"، وعادة ما تشهد عطلة العيد تجمعات عائلية كبيرة تزخر بأطباق لحم الضأن والحلويات والهدايا.
لكن مع انهيار الاقتصاد الذي ترك الكثير من اللبنانيين يعانون الجوع والعوز، ونقص الوقود الذي يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي يوميا، ليس هناك الكثير من مظاهر الاحتفال بالعيد، والأسعار المرتفعة تعني أن قلة فقط هم من يمكنهم تحمل تكاليف طقوس العيد المعتادة.
ومنذ شهر مارس/آذار ارتفعت أسعار معظم السلع في لبنان لثلاثة أضعاف تقريبا، في حين تراجعت قيمة العملة الوطنية بنحو 80%، وأصاب الشلل معظم أجزاء البلاد.
وأولئك ممن يحتفظون بوظائفهم بالكاد يجدون ما يمكنهم من البقاء على قيد الحياة من شهر لآخر، أما المراكز التجارية فتجدها خالية، كما تعيش الشوارع حالة غليان، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتخلف لبنان عن سداد دفعة من مديونياته، والثانية يحين موعد سدادها قريبا.
وحملت "الجارديان" النظام السياسي اللبناني مسؤولية حالة الفوضى التي تضرب البلاد، فضلا عن أن الإصلاحات التي طلبها صندق النقد الدولي من القادة اللبنانيين من أجل تقديم المساعدات، متوقفة.
- كارثة لبنان تدخل مرحلة المآسي.. الأطفال مهددون بالموت جوعا
- لبنان ينظر في "سيناريو أسود".. خفض محتمل لـ"قرض الإنقاذ" إلى النصف
قصة متجر
ويعيش لبنان أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، وقد تفاقمت مشاكله منذ التخلف عن سداد ديونه في مارس/آذار بعد سنوات من اتباع البنك المركزي سياسة الهندسة المالية للمساعدة في تمويل الحكومة.
وبالنسبة لسوزان حمود التي كانت تبيع فساتين زفاف منذ 15 عاما، وطوال فترة عملها كانت تغرق في سعادة وحماس زبائنها بينما يقترب موعد زفافهن، وكثيرًا ما كانت تظل على تواصل معهن رغم مرور السنوات، حتى إنها أحيانا تحيك ملابس أطفالهم.
لكن هذا العام، وفق صحيفة الجارديان، حمود أصبحت تشتري الفساتين أكثر من بيعها، حيث أضحت الرفوف مليئة بالفستان التي أعادت شراءها من العائلات التي لم يتبق لها مصدرا للرزق، سوى من بيع ذكرياتهم.
وقالت حمود: "أشتري فساتينهم المستعملة بسعر التكلفة، أستطيع رؤية اليأس مرسوما على وجوههم، ولا يطاوعني قلبي على الرفض. حتى العرائس القلائل اللاتي لا يزلن يأتين لشراء الفساتين، تجد اليأس في أعينهن. عندما اعتدن أن يأتين إلينا في السابق، كنت أراهن سعداء ومفعمات بالأمل".
وخفضت وكالة موديز تصنيفها الائتماني للبنان من (CA) إلى (C).
وقالت موديز في تقرير لها إن التصنيف (C) يعكس تقديراتها بأن الخسائر التي يتكبدها حائزو السندات خلال التعثر الحالي للبنان عن السداد من المرجح أن تتجاوز 65% .
وأوضحت الوكالة أن قرار عدم وضع نظرة مستقبلية للتصنيف الائتماني للبنان يستند إلى احتمالات مرتفعة جدا لخسائر كبيرة للدائنين من القطاع الخاص.
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز