"الفوضى الهدامة".. حيلة إخوان تونس لكسر الحصار الشعبي
بعد انهيار وزنها السياسي في استطلاعات الرأي وتنامي موجات الغضب الجماهيري ضدها، اتجهت حركة النهضة التونسية إلى حيلة خبيثة.
الحيلة تمثلت في السعي إلى ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية في تونس، والتحريض على إشعال الموقف بشكل أكبر.
وتفيد مصادر نقابية في محافظتي قفصة وقابس بأن بعض الوجوه الإخوانية قامت، خلال اليومين الأخيرين، بتحريض الأهالي الغاضبة على اقتحام المراكز الأمنية وحرق المقرات الإدارية.
خطوة إجرامية تهدف إلى إدخال البلاد في حالة من التقاتل الداخلي، تكون عواقبها وخيمة وخطيرة على تونس، حسب الكثير من المتابعين.
وأكدت ذات المصادر أن الفروع المحلية للإخوان تعمل على مزيد من تأجيج الأوضاع في البلاد، في خطوة غير بريئة تحاول استغلال الظروف الاجتماعية للأهالي للتحريض ضد القوات الأمنية وعناصر الجيش.
وتعيش تونس منذ أسبوعين على وقع حراك اجتماعي في محافظات الجنوب ( قفصة وتوزر وتطاوين وقابس وصفاقس ) يطالب فيه الأهالي بالتنمية والتشغيل وتحسين الظروف المعيشية.
وأسفر اعتصام أهالي قابس بالمجمع الكيميائي عن التوقف الكامل لإنتاج الغاز المنزلي، كما تعرف محافظة القيروان اليوم الخميس إضرابا عاما توقفت فيه كل المرافق الأساسية عن العمل.
ويرى متابعون أن الأخبار المسربة حول مساعي الإخوان لإشعال الاحتجاجات الاجتماعية، هي خطة تهدف إلى الدفع بالبلاد للفوضى الهدامة وإنهاك كل من قوات الأمن والجيش.
ويقول عبد الكريم بن عربية الناشط النقابي إنه يجب التمييز بين احتجاجات الأهالي الغاضبة إزاء حالة الفقر وغياب التنمية بالمحافظات البعيدة عن العاصمة، والمخربين الذين هم بصدد تنفيذ أجندات تابعة لأحزاب سياسية وعلى رأسها حركة النهضة الإخوانية.
وأوضح أن التحريض ضد قوات الأمن والجيش هو سلوك إخواني منذ ظهور الجماعة، كما أن محاولة استهداف المقرات الأمنية هو من أجل تسهيل حركة الإرهابيين.
وتتمركز بالمناطق الحدودية التونسية العديد من الجماعات الإرهابية ( كتيبة عقبة ابن نافع وجند الخلافة ) التي استهدفت الجيش التونسي أكثر من مرة.
تحذيرات في نفس السياق يطلقها خبراء في الأمن القومي حول خطورة بعض الأيادي المتطرفة التي تبحث عن ثغرات أمنية للتمركز والتمدد وضرب المقومات الأساسية للدولة.
وأكدت بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية العسكرية والأمنية، أن الإرهاب يبحث دائما عن المناطق التي تعيش هشاشة اجتماعية للتموقع والتمركز.
ورأت أن محاولات حرق المراكز الأمنية لا تمت بصلة للمطالب الحقيقية والواقعية للشعب التونسي.
واعتبرت قعلول، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الاحتجاجات التي تأخذ طابعا عنيفا، هي جزء من أجندات مشبوهة للإضرار بأمن البلاد .
تحرك حكومي
وأمر رئيس الحكومة هشام المشيشي بضرورة التحرّك الفوري لبسط سلطة القانون وإعادة تشغيل مواقع الإنتاج التي أدّى غلقها إلى صعوبات في التزوّد بالمواد الأساسية لدى عموم التونسيين والإضرار بمصالحهم الحيوية وأمنهم العام.
جاء ذلك بعد لقاء جمع كل من المشيشي، الأربعاء، مع وزيري الداخلية توفيق شرف الدين والدفاع إبراهيم البرتاجي لتنسيق كيفية التدخل الأمني في محافظات الجنوب.
وإزاء توتر المناخ الاجتماعي في تونس، شهدت، ليلة الأربعاء، لقاء مطول بين المشيشي ورئيس الدولة قيس سعيد.
وأكد بيان للرئاسة التونسية، عقب اللقاء، ضرورة وحدة الدولة واستمراريتها، ووجوب ضمان تواصل سير المرافق الحيوية للبلاد.
وشدد البيان على حرص الرئاسة التونسية على مواجهة المجرمين الذين يحاولون تفكيك الدولة والمس بحقوق المواطنين وضروريات عيشهم.
ويطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الرئيس التونسي بضرورة كشف خيوط المؤامرة الإخوانية على البلاد، وعدم الصمت إزاء إجرامهم وعبثهم منذ 10سنوات.
وكان قيس سعيد قد تحدث في أكثر من مناسبة عن وجود مؤامرات ضد تونس، وغرف مغلقة تعمل على زعزعة استقرارها، ملمحا في ذلك إلى الخطر الإخواني.