ضغوط سياسية.. تفاصيل «إقالة» متحدث الجيش الإسرائيلي

أنهى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير خدمات المتحدث بلسان الجيش دانيال هاغاري ليدفع بذلك ثمن خلافاته مع المستوى السياسي.
فقد رفض زامير، تحت ضغط المستوى السياسي، طلب هاغاري ترفيعه الى رتبة لواء ما دفعه إلى قرار المغادرة من الجيش بشكل كامل.
وحاول الجيش الإسرائيلي إظهار الأمر وكأن مغادرة هاغاري للجيش جاءت بالاتفاق بين زامير والمتحدث ولكن كان من الواضح أن ما جرى هي إقالة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن زامير وهاغاري "اتفقا على إنهاء مهامه الناطق العسكري خلال الأسابيع القليلة القادمة، وسيغادر منصبه ويترك الخدمة العسكرية".
وأضاف: "أعرب رئيس الأركان عن تقديره الكبير للعميد هاغاري على سنوات خدمته القتالية المهمة لصالح دولة إسرائيل. وقد أدى مهامه كناطق باسم الجيش خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخ الدولة، بمهارة وإخلاص".
وتم كشف النقاب أن زامير يسعى إلى تعيين ضابط من سلاح البر في هذا المنصب، ومن بين الأسماء المطروحة العقيد بيني أهارون، القائد السابق للواء 401.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "يأتي قرار إنهاء مهام هغاري وسط تقارير عن عدم حصوله على ثقة وزير الدفاع، يسرائيل كاتس".
وأضافت: "كان واضحا منذ شهرين أن كاتس لم يكن ينوي ترقيته إلى رتبة لواء، رغم أنه كان مرشحًا لعدة مناصب قيادية في هيئة الأركان. غير أن هذه الترقيات تتطلب موافقة وزير الدفاع، الذي لا يبدو مستعدًا لمنحها له".
وكان من المقرر أن ينهي هاغاري، الذي تم تعيينه في مارس/آذار 2023، فترة ولايته كمتحدث، وطلب أن يكون ملحقًا لجيش الدفاع الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
ورفض رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي منحه المنصب، على الأرجح أيضًا بسبب الضغوط التي مارستها الحكومة.
وخدم هاغاري في أدوار متعددة طوال حياته المهنية، بما في ذلك قائد وحدة الكوماندوز البحرية النخبة، شاييتت 13.
ومنذ بداية الحرب ولعدة أشهر، كان هاغاري الرجل الذي واجه الجمهور في أحداث صعبة، مثل مقتل ثلاثة رهائن بنيران الجيش الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2023، أو انهيار مبنى أسفر عن مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا في يناير/كانون الثاني 2024.
وكتب عاغاري في رسالة شكر للجنود: "اتفقت أنا ورئيس الأركان على إنهاء دوري في الأسابيع المقبلة وسأتقاعد من الجيش الإسرائيلي. سنستمر في البقاء مدنيين ومهنيين وتعزيز إيمان الجمهور والحقيقة".
وأضاف: "لم تنته الحرب بعد، والرهائن في غزة يقفون أمام أعيننا - كهدف له قيمة وأهمية لا مثيل لها".
وتوترت علاقات هاغاري بالحكومة عندما تحدث ضد مشروع قانون مدعوم من الائتلاف يسعى إلى إلغاء تجريم تسريب المعلومات السرية إلى مكتب رئيس الوزراء.
فقد سُئل هجاري عن مشروع القانون خلال المؤتمر الصحفي، وقال إنه "سيخلق بيئة يمكن فيها لأي مسؤول صغير في الجيش سرقة الوثائق. سيكون ذلك خطيرًا على حياة المدنيين والجنود".
وأدان أعضاء الحكومة تصريحاته، بما في ذلك رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، حيث قال الأول "لا ينبغي للجيش أن ينتقد التشريع أبدًا".
وعلى إثر ذلك تعرض هاغاري لتوبيخ من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك هاليفي.
وتصاعدت حدة التوترات عندما أمر وزير الدفاع يسرائيل كاتس هاليفي بالتعاون مع تحقيق مراقب الدولة.
وردت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بحدة، وحثت كاتس على "حل القضايا من خلال الحوار، وليس وسائل الإعلام".
ورد المتحدث باسم كاتس، داعياً ضمناً إلى إقالة هاغاري، بقوله "لقد اعتذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مؤخراً عن تجاوز سلطته ومهاجمة صناع القرار، وقد فعل ذلك مرة أخرى. وهذه المرة، لن يكون الاعتذار كافياً".
كما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية عندما قال في حديث للقناة 13 الإسرائيلية بأن "حماس فكرة لا يمكن تدميرها".
وفي الأشهر الماضية، كثف نشطاء اليمين حملتهم لمنع التقدم المهني الذي أحرزه هاغاري في الجيش.
وفي ديسمبر/كانون الأول، هدد المذيع ياكوب باردوغو، من القناة 14 المحسوبة على نتنياهو، يسرائيل كاتس في مقابلة مع إذاعة صوت إسرائيل، وقال إنه إذا قام بترقية هاغاري إلى رتبة لواء، فسوف تكون هذه هي الخطوة الأخيرة التي يتخذها كوزير للدفاع.
وخدم هاغاري، المتزوج ولديه أربعة أطفال، في الجيش منذ عام 1995، معظمها في وحدة النخبة البحرية شاييت 13.
ومن عام 2012 إلى عام 2014، شغل منصب مدير مكتب رئيس الأركان آنذاك بيني غانتس، ومن عام 2016 إلى عام 2019، شغل منصب مساعد لرئيس الأركان آنذاك غادي آيزنكوت، قبل أن يعود ليصبح قائدًا لوحدة شاييت 13.
وشغل هاغاري منصب رئيس العمليات البحرية قبل أن يصبح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
aXA6IDE4LjIyMC45LjcyIA== جزيرة ام اند امز