الإمارات على سطح القمر.. اللامستحيل حقيقة
يستعد المستكشف الإماراتي "راشد" للهبوط على سطح القمر الثلاثاء 25 أبريل/نيسان، عند الساعة 8:40 مساءً بتوقيت دولة الإمارات.
ومنذ بدء الألفية الثالثة لم يخل الفضاء الخارجي من أثر إماراتي سواء الأقمار الصناعية التي بدأت الإمارات بإرسالها منذ العام 2000 مع إطلاق "الثريا1"، أو على مستوى رواد الفضاء حيث وصل اثنان من أبنائها إلى محطة الفضاء الدولية، فيما يستعد المستكشف راشد للهبوط على سطح القمر بعد أن سبقه مسبار الأمل في الوصول إلى المريخ قبل نحو عامين.
وبرهنت الإنجازات الإماراتية في مجال استكشاف الفضاء على نجاح رهانها في صناعة جيل قادر على تعزيز ريادتها وحجز مقعد في قائمة كبار صناع قطاع الفضاء حول العالم.
في 11 ديسمبر/ كانون الأول، انطلق المستكشف الفضائي الإماراتي "راشد" نحو القمر في مهمة هي الأولى عربيا والرابعة عالميا، وتستغرق 5 أشهر.
ويحمل المستكشف راشد، مركبة الهبوط اليابانية "هاكوتو- آر"، على متن صاروخ الإطلاق "سبيس إكس فالكون تسعة"، لتسجل الإمارات إنجازا جديدا في قطاع الفضاء، كونها "المهمة الأولى عربيا".
وفي حوالي الساعة 7:40 مساءً من يوم 25 أبريل/ نيسان، ستقوم مركبة الهبوط التي تحمل المستكشف راشد بمناورات عدة للتحكم في المدار، من أجل الوصول إلى مدار دائري بطول 100 كيلومتر حول القمر، قبل بدء تسلسل الهبوط.
وأثناء تسلسل الهبوط سيتم إطلاق نظام الدفع الرئيس بالمستكشف للتباطؤ من المدار باستخدام سلسلة من الأوامر المحددة مسبقًا، كما سيُعدل المستكشف موقفه، ويُقلل من سرعته للقيام بهبوط سلس في منطقة "ماري فريغوريس"، وتحديدًا منطقة "فوهة أطلس" كموقع هبوط رئيس.
وسيجري فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر 370 دقيقة من التواصل مع المستكشف راشد خلال قبل الهبوط، إضافة إلى إجراء 12 عملية تحضيرية تغطي سيناريوهات عمليات المستكشف على القمر، وستساعد العمليات التحضيرية فريق المهمة للاستعداد للعمليات التي ستتم بعد الهبوط على القمر.
وتشمل المرحلة المقبلة لمركبة الهبوط "هاكوتو – آر" التي تحمل المستكشف راشد، مناورات تهدف إلى التحكم في مدارها، قبل بدء تسلسل الهبوط، بالإضافة إلى تأكيد جاهزية المستكشف راشد لبدء الهبوط، وفي حال وقوع أي تغييرات في ظروف التشغيل ستكون هناك مواقع وتواريخ بديلة، بما في ذلك 26 أبريل/ نيسان الجاري والأول والثالث من مايو/ آيار المقبل.
مهمة المستكشف الإماراتي راشد الأساسية هي دراسة خصائص التربة على سطح القمر وصخور وجيولوجيا القمر وحركة الغبار والبلازما والغلاف الكهروضوئي.
ومرت المهمة منذ انطلاقها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بسبع مراحل أساسية، نفذت بعضها مثل مرحلة الإطلاق والمدار المنخفض، ثم الملاحة، فيما يتبقى مرحلة وصول المستكشف، ومرحلة الإنزال وتشغيله، والتنقل على سطح القمر، وصولاً لمرحلة بدء العمليات على السطح، ثم مرحلة السبات، وأخيراً مرحلة إيقاف العمليات، فيما تتميز مرحلة الدخول والإنزال والهبوط المكثف بأنها مرحلة خطرة.