"الأمريكيون المحتجزون" بسوريا.. سياسة "العصا والجزرة"
السلطات الأمريكية تعتقد أن الحكومة السورية تحتجز أربعة أمريكيين آخرين على الأقل لكنها أوضحت أنه لا يُعرف عنهم سوى القليل
تعد قضية استعادة الرهائن الأمريكيين أولوية قصوى لإدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث تستخدم واشنطن العديد من الأساليب لتحرير المحتجزين في بؤر صراع أبرزها سوريا.
وتسخدم واشنطن مع دمشق سياسة "العصا والجزرة" لإطلاق سراح "الأمريكيين المحتجزين" عن طريق الزيارات السرية والمفاوضات واستخدام لغة التحذير الرسمية.
كما تسعى دمشق من خلال ذلك إلى سحب القوات الأمريكية من البلاد.
وفي تجاه التحذيرات الرسمية، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، إن بلاده لن تغير سياستها تجاه سوريا لتأمين الإفراج عن الصحفي أوستن تايس ومحتجزين أمريكيين آخرين.
وأضاف بومبيو، خلال مؤتمر صحفي، "نطالب السوريين بالإفراج عن تايس... هم اختاروا ألّا يفعلوا ذلك. سنواصل العمل من أجل إعادة كل أمريكي محتجز وليس أوستن فحسب. لن نغير السياسة الأمريكية لتحقيق ذلك".
وتابع بومبيو "قال الرئيس (دونالد ترامب) بوضوح إننا لا ندفع مقابل إعادة الرهائن...نحن نسعى للتأكيد على ضرورة إعادة هؤلاء الأشخاص". وهم الصحفي المستقل الذي اختفى عام 2012، وماجد كمالماز، المعالج النفسي الأمريكي المفقود منذ عام 2017.
زيارة سرية
والأحد الماضي، كشفت صحيفة أمريكية، أن مسؤولا بارزا بالبيت الأبيض سافر إلى دمشق لعقد اجتماعات سرية مع الحكومة السورية؛ سعيا للإفراج عن أمريكيين اثنين على الأقل تعتقد واشنطن أن حكومة الرئيس بشار الأسد تحتجزهما.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أن كاش باتل، نائب أحد مساعدي الرئيس دونالد ترامب وأكبر مسؤول عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سافر إلى دمشق في وقت سابق من العام.
وقال المسؤولون (يعملون في إدارة ترامب وآخرون مطلعون على المفاوضات) إن رحلة باتل كانت أول مناسبة يلتقي فيها مسؤول أمريكي كبير بمسؤولين بحكومة دمشق في سوريا خلال نحو عشر سنوات.
وذكرت وول ستريت جورنال أن مسؤولين أمريكيين عبروا عن أملهم في إبرام اتفاق مع الأسد يسمح بإطلاق سراح أوستن تايس، الصحفي الحر والضابط السابق بمشاة البحرية الذي اختفى خلال عمله الصحفي في سوريا عام 2012، وماجد كمالماز، وهو طبيب سوري-أمريكي اختفى أيضا بعدما أوقفته السلطات عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة عام 2017.
وذكرت وول ستريت جورنال أن ترامب بعث برسالة خاصة إلى الأسد في مارس/آذار يعرض فيها "حوارا مباشرا" بشأن تايس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني التقى بمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في البيت الأبيض لبحث قضية الأمريكيين المحتجزين في سوريا.
ونقلت وول ستريت جورنال عن المصادر قولها إن المحادثات لم تحرز تقدما يذكر، مشيرة إلى أن دمشق طالبت واشنطن مرارا بسحب كل قواتها من البلاد.
وأضافت الصحيفة أن السلطات الأمريكية تعتقد أن الحكومة السورية تحتجز أربعة أمريكيين آخرين على الأقل لكنها أوضحت أنه لا يُعرف عنهم سوى القليل.
اتصالات سابقة
وذكرت صحيفة (لو فيغارو) الفرنسية، في تقرير مطول لها عام 2015، إلى أن اتصالات سرية تتم بين الحكومة الأمريكية ونظام الأسد، لتأمين الإفراج عن صحفي أمريكي اختفى في سوريا.
الصحيفة أوضحت حينها، أن الاتصالات بين الطرفين بدأت قبل أن يدلي وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، ببيانه عن ضرورة التفاوض مع الأسد، مما يفسر محاولة زيادة فرص إطلاق سراح "أوستن تايس" وبحسب المعلومات التي جمعتها الصحيفة.
وتمت الاتصالات بين مسؤول رفيع في لخارجية الأمريكية ومسؤول من النظام حول مصير الصحفي، وتحدثت الصحيفة عن دور مهم لسفارة دولة التشيك في دمشق التي تعتبر ممثل للمصالح الأمريكية بدمشق.
وتجددت المفاوضات والمحاولات بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني عام 2017، حيث شرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً يكشف عن تواصل سري جرى بين رئيس المخابرات الأمريكية ومكتب الأمن القومي التابع لنظام أسد، بغية إطلاق سراح (أوستن).
وأشار التقرير إلى أن إدارة ترامب، سعت منذ أيامها الأولى للبحث حول طرق من شأنها الوصول إلى "تايس" وتحريره، إلا أن قضيته أحبطت المحققين والدبلوماسيين كونه اختفى بشكل مفاجىء أثناء قيامه بمهمته الصحفية.
وعام 2018 أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" عن رصد مبلغ مليون دولار لمن يدلي بمعلومات لإنقاذ (أوستين).
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز