اكتشافان جديدان يحددان الأسباب الكامنة وراء سرطان المبيض
اكتشافان جديدان قادهما باحثو مستشفى سيدار سيناي للسرطان، يساعدان على فهم سبب تطور سرطان المبيض وعدم استجابة بعض أورام النساء للعلاج.
ويقول سيمون غاثر، أستاذ العلوم الطبية الحيوية ومدير مركز المعلوماتية الحيوية والجينوميات الوظيفية، إن فهم العلاقة بين الملامح الجزيئية والأعراض السريرية لسرطان المبيض، لا يمكن أن يساعد فقط في توجيه تطوير الأساليب العلاجية الشخصية، بل يساعد أيضا في تحديد النساء المعرضات لخطر أكبر، وبالتالي بمكن التدخل قبل أن يتطور السرطان".
وحددت الدراسة الأولى، التي نُشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان، أمس، 4 مناطق جديدة من الجينوم البشري، تحتوي على متغيرات جينية أو طفرات تعرض النساء لخطر الإصابة بسرطان المبيض الظهاري، وهو أكثر أنواع سرطان المبيض شيوعا.
وتقول ميشيل جونز، عالمة أبحاث في مركز المعلوماتية الحيوية والجينوميات الوظيفية والمؤلفة المشاركة بالدراسة: "عندما يتعلق الأمر بسرطان المبيض، فإن الوقاية هي الطريقة التي سنؤثر بها حقا على معدل الوفيات، وتساعدنا هذه الدراسة في التعرف بدقة على النساء اللاتي يحملن الطفرات المسببة للسرطان، والتي يمكن أن تساعد الأطباء على تطوير استراتيجيات وقائية لهن".
ولتحديد الطفرات، استخدم فريق الباحثين طرقا جديدة لتحليل التباين الهيكلي للجينوم، والذي يتكون من 23 زوجا من الكروموسومات حيث يتم تخزين الشفرة الجينية للفرد.
وبينما تركز معظم الأبحاث على تحليل التغيير في تسلسل الجين، نظر الفريق في عدد نسخ الجين التي يعرفها الفرد باسم متغير رقم النسخ.
وعندما يتم نسخ الجينوم، يمكن أن يحدث تباينا بنيويا، ويمكن حذف امتدادات الجينوم أو تكرارها أو إعادة ترتيبها إلى موضع آخر، ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى أمراض، مثل السرطان.
وتعاون الباحثون مع العلماء في جامعة كامبريدج للنظر على وجه التحديد في عمليات الحذف والتكرار في 13 ألف امرأة مصابة بسرطان المبيض، وقارنوهن بـ17 ألف امرأة غير مصابات بسرطان المبيض من اتحاد جمعية سرطان المبيض، لتحديد متغيرات رقم النسخ التي ارتبطت بخطر الإصابة بسرطان المبيض. .
وجد الباحثون عمليات حذف وتكرار كبيرة في جين BRCA1 وجين BRCA2 وجين RAD51C، وكلها معروفة بأنها تحتوي على تغييرات في تسلسل الحمض النووي للمريض، التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض، ووجدوا أيضا 4 جينات جديدة لم يتم ربطها سابقا بزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض.
والدراسة، وهي الأكبر حتى الآن لتقييم مساهمة متغيرات عدد النسخ في خطر الإصابة بسرطان المبيض، ومن المرجح أن تؤدي إلى اختبارات جينية أكثر دقة للنساء.
وتقول جونز: "لدينا التكنولوجيا التي يمكنها التقاط عمليات الحذف والازدواجية هذه، ولكن لا يتم ذلك دائمًا بشكل متسق في الاختبارات الجينية السريرية، ونأمل أن تسلط هذه النتائج الضوء على قيمة النظر إلى متغيرات عدد النسخ في الاختبارات الجينية السريرية".
مقاومة العلاج الكيميائي
أما الدراسة الثانية، والتي نُشرت في مجلة أبحاث السرطان التجريبية والسريرية، فتمنح الباحثين فهما أعمق لكيفية تطوير أورام المبيض لمقاومة العلاج الكيميائي، والتي تحدث في نحو 80% من مرضى سرطان المبيض المصلي عالي الدرجة، ويؤدي في النهاية إلى استسلامهم لهذا المرض.
وفي السابق، اعتقد الباحثون أن أورام المبيض تتطور بعد تعرضهم للعلاج الكيميائي، وأنهم يغيرون التعبير الجيني للتكيف والبقاء على قيد الحياة من خلال العلاج.
ومع ذلك، باستخدام تسلسل الجينوم الكامل، وجدوا لأول مرة أن هذا ليس هو الحال، وبدلاً من ذلك ، يبدو أنه من المرجح أن معظم أورام المبيض المصلي عالية الدرجة لديها القدرة على البقاء على مقاومة العلاج الكيميائي ".
وتقول جونز: "لقد غيرت هذه الدراسة فهمنا لكيفية استجابة الأورام للعلاج الكيميائي".
وفي السابق كان يُعتقد أنه يمكننا على الأرجح إيجاد طريقة لعلاج الأورام المقاومة للعلاج الكيميائي بأدوية أخرى بعد معالجتها بالعلاج القياسي، لكن هذه الدراسة تشير إلى أن هذا قد لا يكون النهج الأفضل.
وتضيف: "من خلال تحسين فهمنا لكيفية بقاء الأورام على قيد الحياة أثناء العلاج الكيميائي، وحتى الاستمرار في النمو طوال فترة العلاج، بالإضافة إلى اكتشاف نقاط الضعف في الأورام، سوف يمنحنا فرصة لتصميم أدوية أفضل وإنقاذ حياة النساء المصابات بسرطان المبيض".
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg
جزيرة ام اند امز