دويتشه فيله: "إهانة الرئيس" سلاح أردوغان لقمع المعارضين
أردوغان لم يكتف باعتقال خصومه وتوجيه تهم الإرهاب جزافا، بل بات يستخدم مقصلة "إهانة الرئيس" بشكل غير مسبوق طال خصوم الداخل والخارج
قالت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" إن تهمة "إهانة الرئيس" أصبحت سلاحا في يد رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، لقمع وإرهاب معارضيه.
وأشار تقرير نشر على موقعها الإلكتروني إلى أن الرئيس التركي لم يكتف باعتقال خصومه وتوجيه تهم الإرهاب جزافا، وفصل عشرات الآلاف من وظائفهم، بل بات يستخدم مقصلة "إهانة الرئيس" بشكل غير مسبوق، طال خصوم الداخل والخارج.
وخلال الفترة الماضية، قضت محكمة تركية بسجن السياسية البارزة وعضو حزب الشعب الجمهوري جانان كفتانجي أوغلو، ٩ سنوات، فيما أحال الادعاء العام التركي عضو البرلمان الألماني السابق، محمد كيليتش، إلى المحاكمة، وفي الحالتين كان الاتهام واحدا وهو "إهانة الرئيس"، والذي طال أيضاً مواطنة تركية وسياسيا ألمانيا دون تفرقة.
وفي التقرير قالت إذاعة صوت ألمانيا في نسختها الألمانية: "منذ وصول أردوغان للرئاسة في 2014، ازداد بشكل غير مسبوق اتهام المعارضين بإهانة الرئيس".
وتابعت: "لقد بدأ تجريم (إهانة الرئيس) بإدخال المادة 299 لقانون العقوبات التركي عام 1993، لكن منذ انتخاب أردوغان رئيسا عمدت السلطات لتفعيل المادة واستخدامها بشكل مبالغ فيه لترهيب الخصوم".
وأوضحت أنه "في أول عام ونصف العام من حكم أردوغان، نظر القضاء التركي 1845 قضية يتهم فيها أفراد بإهانة الرئيس، وهذا العدد يفوق بكثير عدد القضايا من هذا النوع خلال عهدي الرئيسين أحمد نجدت سيزر وعبدالله جول، مجتمعين".
ومنذ الانقلاب المزعوم في يوليو 2016، تضاعف عدد محاكمات "إهانة الرئيس"، ففي عام 2017 وحده، نظر الادعاء العام 21 ألف بلاغ ضد أفراد على خلفية تهم "إهانة الرئيس"، تحول 6 آلاف منها إلى دعاوى قضائية نظرتها المحاكم، وأغلق الباقي لعدم كفاية الأدلة، وفق المصدر ذاته.
وقالت الإذاعة الألمانية: "نظرا لزيادة عدد قضايا "إهانة الرئيس"، يضغط الاتحاد الأوروبي، ومفوضية فينسيا، وهي جهاز تابع لمجلس أوروبا تتمثل مهمته في تقديم المشورة للدول، على تركيا لحذف المادة 299 من قانون العقوبات، لكن الأخيرة ترفض ذلك".
ووفق الإذاعة ذاتها، فإن تهمة "إهانة الرئيس" لا تطال السياسيين المعارضين فقط، بل تطال الصحفيين أيضا، ونقلت عن إيرول أوندير أوغلو ممثل منظمة مراسلون بلا حدود "دولية غير حكومية" في تركيا، قوله: "المادة 299 أحد رموز الديكتاتورية في تركيا".
وفي تعليق على سجن كفتانجي أوغلو، قالت نائبة رئيس البرلمان الألماني، كلاوديا روت قبل أيام: "أردوغان استغل القضاء بشكل مخزٍ".
وأضافت: "يجب ألا تقف برلين موقف المتفرج من عمليات انتهاك حقوق المناصرات والمناصرين للديمقراطية بشكل يومي في تركيا".