3 تطورات في أسبوع تحدد مسار العلاقة "الفلسطينية الإسرائيلية" لأشهر
الأسبوع الجاري في إسرائيل شهد عددا من الأحداث التي يمكن أن تحدد مسار العلاقات مع فلسطين لأشهر، واعتبرها خبراء تزيد الأوضاع سوءا.
شهد الأسبوع الجاري في إسرائيل عددا من الأحداث السياسية التي يمكن أن تحدد مسار العلاقات مع فلسطين لأشهر، واعتبرها خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" تزيد الأوضاع سوءا، مشيرين إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصعد عسكريا للفت الأنظار عن الاتهامات الموجهة ضده بالفساد.
- الأسبوع الأسود .. عمليات فدائية فلسطينية تتحدى إسرائيل
- إسرائيل تهدم 151 منزلا فلسطينيا في الأسبوع الأول من 2017
وبدأ الأسبوع باعتقال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب، واقتحام وزير الزراعة الإسرائيلي أوري إرئيل، وعضو الكنيست من "الليكود" الحاخام يهودا غليك لمصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى.
وفي منتصف الأسبوع رفضت السلطة الفلسطينية تلقي أموال حولتها إسرائيل بعد جمعها على البضائع التي دخلت من خلال المعابر الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية، إثر خصم إسرائيل 11 مليون دولار وسط توقعات بأزمة مالية تواجه السلطة الفلسطينية في الأشهر المقبلة.
واختتم الأسبوع بإعلان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت توصياته بشأن اتهامات الفساد الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تغول إسرائيلي ضد الفلسطينيين
وتوقع خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تزيد التصرفات الإسرائيلية الأوضاع سوأ، إلا أن الموقف الأمريكي المنحاز تعتبره إسرائيل بمثابة ضوء أخضر للمزيد من التغول ضد الشعب الفلسطيني.
وقال واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية": "لا توجد علاقات سياسية مع الحكومة الإسرائيلية، ولكن بلا شك فإن هذه التطورات ستزيد الوضع سوءا، وتعتقد إسرائيل أن الموقف الأمريكي المنحاز بمثابة ضوء أخضر للمزيد من التغول ضد الشعب الفلسطيني".
ومن جانبه، أكد الخبير المختص بالشأن الإسرائيلي محمد السيد، أن نشر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية توصياته بشأن نتنياهو قد يدفعه للقيام بمغامرات من أجل لفت الأنظار.
وتابع السيد لـ"العين الإخبارية": "الفترة الحالية حساسة جدا، ومن الممكن أن يصعد نتنياهو عسكريا من أجل لفت الأنظار عن اتهامات الفساد، ولقد تحرك نتنياهو خارجيا في عدة فعاليات، ولكنها لم تنفعه، وبالتالي هناك مخاوف من أن يصعد ضد قطاع غزة، بتوجيه ضربة عسكرية قوية تكون لها تبعات لفترة طويلة".
وكانت إسرائيل اعتقلت لأكثر من 11 ساعة، الأحد الماضي، رئيس مجلس الأوقاف في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب بالتزامن مع حملة اعتقالات في صفوف الشبان الفلسطينيين في المدينة.
وتلمح إسرائيل إلى إعادة إغلاق مصلى باب الرحمة، الذي أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية افتتاحه أمام المصلين، الجمعة الماضية، بعدما أغلقته إسرائيل عام 2003.
تصعيد باتجاه القدس
وبالمقابل، تصر الأوقاف الإسلامية على إبقاء المصلى مفتوحا رغم الاستفزازات الإسرائيلية التي شملت قيام ضباط من الشرطة، الأربعاء، بالتقاط الصور فيه.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية خشيتها من أن إغلاق المصلى سيفجر الأوضاع الميدانية في القدس، وربما تمتد إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وشدد أبويوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على أن ما يجري في المسجد الأٌقصى من تطورات ينذر بمحاولة إسرائيلية لدفع الأمور نحو حرب دينية، ولا حق لإسرائيل التدخل في شؤون المسجد الأقصى، وهو للمسلمين وحدهم وأي محاولة لتغيير الأوضاع لن يسكت عنها أبناء شعبنا".
ويرى مراقبون أن تفجر الأوضاع من جديد في المسجد الأقصى ينذر بامتدادها في الأراضي الفلسطينية، كما حدث في السنوات الماضية، ما سيزيد من تعقيدات الملف الفلسطيني-الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، قال محمد السيد: إن "نتنياهو قد يرى أن تصعيد المواجهة في القدس والمسجد الأقصى أسهل من الدخول في حرب ضد غزة، فمن ناحية هو يرضي اليمين المتشدد، ومن ناحية أخرى، فإن محاصرة التحركات في القدس والمسجد الأقصى أسهل".
وأضاف السيد: "ربما يستغل نتنياهو أي تطورات في القدس لدفع منافسيه لإعلان موقفهم بشأن المدينة المقدسة، فهو سيقول إنه مع إبقاء القدس بشطريها الشرقي والغربي تحت السيطرة الإسرائيلية، وسيطلب منهم موقفا مشابها، مع علمه بأن ذلك سيمنع فرص السلام مع الفلسطينيين".