الأسبوع الأسود .. عمليات فدائية فلسطينية تتحدى إسرائيل
خبراء فلسطينيون يرون أن تصاعد وتيرة العمليات الفدائية في الضفة الغربية والقدس دليل على تصميم الفلسطينيين على مواجهة العدوان الإسرائيلي
يرى خبراء فلسطينيون أن تصاعد وتيرة العمليات الفدائية في الضفة الغربية والقدس دليل على تصميم الفلسطينيين على مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأن إجراءات العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال تشكل عامل تحفيز لتنفيذ العمليات.
ويربط الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، بين تصاعد العمليات الفدائية خلال شهر رمضان وبين ممارسات الاحتلال القمعية التي ازدادت في هذا الشهر؛ رغم الإعلان الإسرائيلي الرسمي عن تقديم تسهيلات للفلسطينيين خلال هذا الشهر.
وقال عريقات لـ"بوابة العين": "الممارسات الإسرائيلية تحفز الشباب والجمهور الفلسطيني للمقاومة"، لافتا إلى أن شهر رمضان الذي يعد شهر العبادة والتواصل وزيارة الأرحام، بدا محاصرًا بفعل مضايقات الاحتلال وممارسات في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، فضلًا عن الإجراءات على الحواجز؛ ما شكل الحافز الأكبر للعمليات.
عمليات وشهداء
ونفذت خلال شهر رمضان 10 عمليات فدائية على الأقل تنوعت بين إطلاق النار والطعن، نجم عنها 6 قتلى إسرائيليين و15 جريحًا، أبرزها العملية التي نفذها الشابان محمد وخالد مخامرة من الخليل اللذان أطلقا النار في الثامن من يونيو/حزيران الماضي داخل أحد المطاعم قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في "تل أبيب"، ما أدى لمقتل 4 إسرائيليين وإصابة 9 آخرين بجراح.
وأكد عريقات أن إرادة الشعب وعزمه تؤكد أنه ماض في مشوار المقاومة حتى زوال الاحتلال ومن أجل ذلك يدفع في مسيرة التضحية ويقدم الشهداء.
واستشهد خلال شهر رمضان 7 فلسطينيين بينهم 3 متأثرين بجراح سابقة، فيما استشهد الباقون برصاص الاحتلال خلال مواجهات أو خلال محاولات تنفيذ عمليات فدائية.
الانتفاضة مستمرة
من جهته، أكد المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن العمليات الأخيرة دليل حقيقي على استمرار انتفاضة، وفشل محاولات احتوائها والقضاء عليها.
وقال المدهون لـ"بوابة العين"، إن "مسيرة هذه الانتفاضة ترتفع وتنخفض ولكنها تؤكد أنها تتطور وتنتقل من الطعن والدهس لإطلاق النار باستخدام أسلحة بسيطة مثل "الكارلو" إلى إطلاق نار بشكل محترف سواء كان تجاه المستوطنات أو الداخل المحتل.
وشدد على أن ما يجري هو نتيجة طبيعية لمضايقات واعتداءات الاحتلال، التي تصاعدت في شهر رمضان، فضلًا عن أن الشباب المناضل بات لا يخضع للتهديد أو الخوف وبات يخطط وينفذ عمليات تربك حسابات الاحتلال.
قرارات الكابينت
وأمام هذه التطورات، اتخذ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" سلسلة إجراءات عقابية جديدة ضد الفلسطينيين.
وقرر الكابينت خلال اجتماعه مساء أمس، السبت، إقامة مقبرة جديدة لدفن الشهداء الفلسطينيين، ويأتي ضمن قرارات اتخذها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، قبيل الاجتماع، تشمل إعادة نشر مناقصة لبناء 42 وحدة سكنية في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، وفرض طوق واسع على منطقة الخليل، بادعاء الرد على عملية إطلاق النار التي وقعت يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل أحد قادة المستوطنين، إضافة إلى اختزال مبالغ من أموال الضرائب التي تجبيها (إسرائيل) لصالح السلطة الفلسطينية.
الإجراءات العقابية .. حصاد الفشل
ويقلل الخبيران عريقات والمدهون من قيمة الإجراءات العقابية التي يمارسها الاحتلال مثل حصار الخليل أو حملات الاعتقال وتدمير المنازل.
وقال عريقات، إن "هذه السياسة جربها الاحتلال ويستمر فيها، لكن نتائجها عكسية، يجب أن يفهم الاحتلال أن عدوانه يجابه بالمقاومة لا بالرضوخ والاستسلام".
أما المدهون فيؤكد أن اتخاذ حكومة الاحتلال إجراءات عقابية واستدعاء احتياط وحصارًا لمدن لن يجلب إلا المزيد من الغضب الفلسطيني، متوقعًا المزيد من العمليات خلال الفترة الماضية.
إقرار إسرائيلي بجرأة الفدائيين.
الإعلام الإسرائيلي توقف عند هذه العمليات واصفًا ما جرى بأنه "نهاية الأسبوع الأسود"، فيما أقر مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان بأنّ العمليات الفدائيّة خلال الأيّام الماضيّة تميزّت بالجرأة غير المحدودة، بالتخطيط الكامل والمُتكامل، الأمر الذي أدّى إلى نجاحها.
ونقل عن مصادر عسكرية تقديرها أن عملية قتل الحاخام قرب من مُستوطنة “عوتنيئيل”، نُفذّت من قبل حركة المُقاومة الإسلاميّة "حماس" أوْ من قبل حركة الجهاد الإسلاميّ؛ لأنّ الفدائيين استعملوا خلالها أسلحة تقنيّة للغاية، كما أنّهم، تحلّوا بالجرأة والتخطيط كان ممتازًا، الأمر الذي أدّى إلى نجاح العملية.
ودفع فيديو تمثيلي نشره ناشطون فلسطينيون لإحدى العمليات الفدائية التي تستهدف النائب المتطرف عن حزب الليكود "يهودا غليك"، ضابط أمن الكنيست الإسرائيلي لإصدار تعليماته بتشديد الحراسة حول النائب.
ويظهر شريط الفيديو التمثيلي تسلل مسلحين لمستوطنة "عتنيئيل" التي يسكنها "غليك" وعمل كمين له وتصفيته أمام منزله في المستوطنة، الأمر الذي دفع الأمن الإسرائيلي لتشديد الحراسة حوله.
وكان "غليك" قد نجا من الاستهداف بعملية "عتنئيل" الأخيرة والتي قتل فيها حاخام المستوطنة وأصيبت عائلته بجراح في كمين نصب لها على الطريق رقم 60، والواصل بين مستوطنات جنوبي الخليل يوم الجمعة الماضي.
وقال غليك بعد العملية، إنه كان يسير خلف مركبة الحاخام المستهدف، وكان من الممكن أن يكون هو المستهدف، داعيًا إلى ممارسة سياسة عنيفة تجاه الفلسطينيين.
ويؤكد فيشمان أنّ هذه السياسة (العقاب الجماعي والعنف ضد الفلسطينيين) هي سيف ذو حدّين، فمن ناحية تُعاقب من أسماهم بالمُتورطين بالأعمال الإرهابيّة، ولكن بالمُقابل تُعاقب السواد الأعظم من الفلسطينيين الذي وقفوا حتى اليوم على الحياد، وبالتالي، ستجعل الكثير-الكثير من الفلسطينيين، ينضّمون إلى عمليات المُقاومة ضدّ إسرائيل؛ لأنّه لم يعد هناك ما يخسرونه.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز