لافتة "الهدنة" تهتز والمخترق مجهول.. الخرطوم تطارد رائحة البارود
لافتة الهدنة معلقة بخيط رفيع فوق الرؤوس، فيما تدور رحى معارك في مدن مختلفة تتجاهل "العنوان العريض" و"الممرات الإنسانية".
هذا هو الوضع في 9 أيام الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد كبير من مدن البلاد، لكن أبرزها وأكثرها تأثرا العاصمة الخرطوم، مركز السلطة السياسية.
ورغم الهدنة المعلنة بين الجيش، وقوات "الدعم السريع" لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر، تواصلت الاشتباكات بين الطرفين، اليوم الأحد، الأمر الذي زاد الأوضاع الإنسانية تعقيدا على الأرض.
تجدد الاشتباكات
وأفاد شهود عيان لـ"العين الإخبارية" بتجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش و"الدعم السريع"، في أحياء العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان.
ووفقا للشهود، فإن قوات "الدعم السريع" بسطت سيطرتها على معظم مناطق العاصمة الخرطوم، في ظل عدم وجود ملموس لجنود للجيش السوداني والشرطة.
اللافت للأنظار، تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، فيديو لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، وهو يتجول بسيارة عسكرية وسط عدد كبير من قواته بالعاصمة السودانية.
في المقابل، أعلن الجيش السوداني في بيان، "استسلام قوات الدعم السريع المتمردة بالفشقة الصغرى (شرق) استجابة لقرار القائد العام للقوات المسلحة بالعفو عن من يلقي سلاحه."
ولم يصدر تعليق فوري من قوات "الدعم السريع" بشأن استسلام قائدها بمنطقة الفشقة الصغرى الواقعة على الحدود مع دولة إثيوبيا.
وتتضارب الأنباء الواردة من السودان حول الأوضاع الميدانية، فيما تتعارض بيانات طرفي الصراع باستمرار، ويصعب التحقق من الأوضاع على الأرض في ظل غياب المصادر المستقلة.
وبعيدا عن الاشتباكات ونتائجها، أصدرت قوات الدعم السريع بيانا بشأن إجلاء إعلاميين تابعين لقناة "العربية" عالقين منذ اندلاع الاشتباكات بوسط الخرطوم.
وذكرت القوات في بيان، "الدعم السريع يلبي نداء استغاثة فريق إعلامي تابع لقناة العربية ويقوم بإجلائهم إلى مكان آمن".
من اختراق الهدنة؟
وتبادل الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، الأحد، الاتهامات بارتكاب خروقات في اليوم الأخير للهدنة المعلنة بينهما بمناسبة عيد الفطر، بالتزامن مع دخولها يومها الثالث.
وتفصيلا، اتهمت "الدعم السريع"، الجيش السوداني باختراق الهدنة عبر ضرب قواتها في حي كافوري شمالي العاصمة الخرطوم.
وقالت في بيان، إن الجيش السوداني "قام بضرب قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران وشمل الاعتداء منازل المواطنين مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات".
من جانبه، قال الجيش السوداني إن قوات "الدعم السريع" قامت "بمواصلة انتهاك الهدنة عبر قصف عشوائي بالمدافع وسقوط مقذوفات على مناطق سكنية".
كما اتهم الجيش قوات "الدعم السريع" بارتكاب عدة "اعتداءات" على بعثات دبلوماسية أجنبية أثناء القيام بعمليات إجلاء من العاصمة الخرطوم.
وذكر الجيش، في بيان، أن "الدعم السريع" قامت "بالاعتداء اليوم الأحد على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجهين إلى بورتسودان (شرق) وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة".
وأضاف: "تمت سرقة السيارة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوقه بعد إنزاله من عربته وهربوا بها، كما تم الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار مما أدى إلى عودته وتعطيل عملية الإخلاء".
إصابة فرنسي
وتحدث بيان الجيش أيضا، عن "إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري (وسط الخرطوم)".
من جانبها، أعلنت قوات "الدعم السريع"، "إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة آخرين أثناء عملية إجلاء طاقم البعثة الفرنسية من العاصمة الخرطوم".
وذكرت القوات في بيان أنه تعرضت قوات الدعم السريع صباح اليوم (الأحد) إلى هجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم (بالخرطوم) مرورا ببحري (شمال شرقي الخرطوم) إلى أم درمان (غربي الخرطوم) مما عرض حياة الرعايا الفرنسيين للخطر بإصابة أحدهم ونجاة بقية الرعايا".
وأضافت أنه "أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب (تقصد الجيش السوداني) فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة".
ومساء الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان موافقته على وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام، بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة في القتال الذي أودى بحياة 413 شخصا بين 15 و21 أبريل/نيسان الجاري، وفق بيان لمنظمة الصحة العالمية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز