صحة
جهاز يلتقط عينات كورونا من الهواء.. "إبرة في كومة قش"
طرحت شركة أمريكية جهازاً جديدا يمكنه التقاط عينات مسببات الأمراض المختلفة ومن بينها "كوفيد-١٩" من الهواء.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكي أن الجهاز، الذي يسمى AerosolSense، طورته شركة Thermo Fisher Scientific، ويمكنه امتصاص الهواء المحيط به، ثم محاصرة جزيئات الفيروس المحمولة جواً، إن وجدت، في وعاء متخصص، ليتم تحليلها فيما بعد للكشف عن "كوفيد-19".
وتقول الشركة المتخصصة في تصنيع معدات المختبرات إن الجهاز، الذي تم طرحه الأربعاء، يمكن استخدامه للكشف عن مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض المحمولة جواً، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد، كما أنه يمكن استخدامه في المستشفيات والمكاتب والمدارس والمباني الأخرى لرصد الفيروس في الوقت الذي تبدأ فيه بعض الولايات الأمريكية في إعادة الفتح من جديد.
ولا يعد جهاز AerosolSense، الذي يبلغ سعره 4995 دولاراً، هو أول جهاز قادر على التقاط فيروس كورونا من الهواء، حيث استخدم العلماء عدة نماذج أخرى خلال العام الماضي، لكن الخبراء يقولون إن الجهاز الجديد يبدو أكثر بساطة ويمكن الوصول إليه بسهولة، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في الفيروسات المحمولة جواً، لينسي مار، قولها: "لست متأكدة من وجود أي شيء آخر في السوق سهل الاستخدام مثل هذا الجهاز الذي سيمكن أي شخص تقريباً من جمع العينات من الهواء".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الإمكانات الحقيقة الموجودة في مثل هذه الأجهزة، لكنها لديها أيضاً بعض المشاكل اللوجستية، حيث يجب توزيعها بعناية، مع ضرورة وجود فهم واضح لما تستطيع هذه التكنولوجيا فعله وما لا تستطيع فعله.
وتابعت: "تستخدم أجهزة جمع العينات من الهواء بالفعل على نطاق واسع للكشف عن مجموعة متنوعة من الملوثات، لكن التقاط الفيروسات المحمولة جواً يعد أمراً أكثر صعوبة بكثير، حيث يعد الهباء الجوي الفيروسي صغير الحجم، ويشكل جزءا صغيرا فقط من المخلفات الموجودة في الهواء".
ونقلت عن الدكتورة مار قولها: "يبدو الأمر وكأنك تبحث عن إبرة في كومة قش".
وتقول الشركة المصنعة إنه قد تم تصميم جهاز AerosolSense، وهو في حجم جهاز تحميص الخبز، ليكون سهل الاستخدام، حيث أنه يقوم بسحب الهواء إلى أنبوب تجميع، ثم يوجهه نحو خرطوشة أسطوانية قابلة للاستبدال، وتحتوي هذه الخرطوشة، التي يبلغ حجمها حقنة 10 ملليلترات، على مادة شبيهة بالرغوة تقوم بحبس الجزيئات الفيروسية، وبعد بضع ساعات أو أكثر، يمكن سحب الخرطوشة من الجهاز وإرسالها إلى المختبر لإجراء تحليل "بي سي آر" لتحديد ما إذا كان فيروس كورونا المستجد موجوداً في العينات أم لا.
وإذا كانت الخرطوشة بحاجة إلى الشحن لمختبر خارجي فإن الحصول على النتائج قد يستغرق يوماً أو يومين، لكن يمكن للمستشفيات والجامعات ودور رعاية المسنين، التي لديها مختبرات، تحليل الخراطيش الحصول على النتائج في غضون ساعات قليلة فقط، وذلك وفقاً للشركة المصنعة.
ونقلت الصحيفة عن مدير مركز الأحياء والبيئة في جامعة أوريغون، كيفن فان دن، قوله إن سلسلة من الدراسات، التي أجريت في غرف مرضى "كوفيد-19" في المستشفيات، وجدت أن الجهاز يمكنه التقاط الفيروس التاجي حتى عند وجوده بمستويات منخفضة، مضيفاً: "نثق في أن الجهاز حساس بدرجة كافية للاستخدام مع الأفراد المصابين بكوفيد-19".
وتقول الشركة المصنعة إنها ستركز على المستشفيات في المرحلة الأولى من طرحها، حيث يمكن لمرافق الرعاية الصحية استخدامه للتأكد من أن بروتوكولات "كوفيد-19" الخاصة بها تعمل بشكل جيد، وأن الفيروس لا يشق طريقه للخروج من غرف المرضى.