«أسنان الثعبان» مفتاح الحل لأزمة يعانيها كبار السن

أعلن باحثون من جامعة كولومبيا عن تقدم كبير في مجال جراحة العظام، من خلال تطوير جهاز مستوحى من أسنان الثعبان مصمم لتحسين معدلات نجاح جراحات إصلاح الكفة المدورة.

والكفة المدورة هي مجموعة من العضلات والأوتار التي تساعد في تثبيت مفصل الكتف في محله، وتُتيح تحريك الذراع والكتف.

وأظهر الجهاز المبتكر، الذي تم تفصيله في منشور حديث في مجلة "ساينس أدفانسيس"، القدرة على مضاعفة قوة إصلاحات الكفة المدورة تقريباً، بواسطة هذا الجهاز.

وقاد البحث الدكتور ستافروس ثوموبولوس، وهو خبير بارز في جراحة العظام والهندسة الطبية الحيوية في جامعة كولومبيا.

واستلهم الدكتور ثوموبولوس وفريقه تصميم الجهاز من البنية الفريدة لأسنان الثعبان، التي تتمتع بمهارة في الإمساك بالأنسجة الرخوة دون التسبب في أي ضرر.

ونتج عن هذا النهج من المحاكاة الحيوية جهاز يمكنه إعادة ربط الأوتار بالعظام بشكل آمن، مما يعزز بشكل كبير متانة عملية الإصلاح.

ويقول الدكتور توموبولوس: "مع تقدمنا في السن، سيعاني أكثر من نصفنا من تمزق الكفة المدورة، مما يؤدي إلى الألم ومحدودية الحركة، ولا يعمل جهازنا على تقوية عملية الإصلاح فحسب، بل يمكن أيضا تخصيصه ليناسب المرضى الأفراد، وهذا الابتكار لديه القدرة على تحسين النتائج بشكل كبير لمرضى جراحة الكفة المدورة".

وتعد إصابات الكفة المدورة من بين إصابات الأوتار الأكثر شيوعًا، إذ تؤثر على أكثر من 17 مليون شخص في الولايات المتحدة سنويا.

وتزداد نسبة حدوث هذه الإصابات مع التقدم في السن، حيث يعاني أكثر من 40% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا من التمزق.

ورغم التقدم في التقنيات الجراحية، لا تزال معدلات الفشل مرتفعة، خصوصاً عند المرضى الأكبر سناً، الذين يعانون من تمزقات شديدة.

ويهدف الجهاز الجديد إلى معالجة هذا التحدي من خلال تقليل مخاطر سحب الغرز وفشل الإصلاح اللاحق.

وضم فريق البحث بقيادة الدكتور ثوموبولوس الطالب إيدن كورتالياج، والذي استخدم عمليات المحاكاة المتقدمة والطباعة ثلاثية الأبعاد وتجارب الجثث لتحسين تصميم الجهاز.

ويتميز المنتج النهائي بمجموعة من الأسنان الراتنجية الصغيرة المتوافقة حيويًا فوق قاعدة منحنية يمكن تخصيصها لتتناسب مع تشريح المريض، يتيح هذا التصميم للجراحين تطبيق تقنياتهم الحالية دون إجراء تغييرات كبيرة على الإجراءات الحالية.

ويعمل الفريق الآن على تطوير نسخة قابلة للامتصاص حيويا من الجهاز والتي من شأنها أن تتحلل بشكل طبيعي مع شفاء الوتر، مما يزيد من قابلية تطبيقه السريري، وتجري الاستعدادات لعقد اجتماع ما قبل التقديم مع إدارة الغذاء والدواء لتسهيل انتقال الجهاز إلى السوق.