الفنان سامي قفطان: تقلبات السياسة في العراق عطلت رسالة الفن (حوار)
قامة عراقية سامقة تنحدر من جنوبي العراق، استحوذت على ذائقة وذاكرة العائلة العراقية بأعمال فنية ودرامية لامست قضايا المجتمع.
الفنان العراقي سامي قفطان، وُلد في عام 1944، واستهل مشواره الفني مطلع العقد الستيني من القرن الماضي من خلال فيلم "يد القدر"، لتتوالى فيما بعد عشرات الأعمال الأخرى في السينما والتلفزيون والمسرح.
ولا يزال الكثير من أعمال قفطان الفنية راسخة في الأذهان وقريبة من عاطفة ووجدان المشاهد العراقي، من بينها "الرأس"، و"الضامئون"، و"الحدود الملتهبة"، وغيرها من الأفلام السينمائية، وكذلك "الهاجس"، و"ذئاب الليل"، و"مناوي باشا"، على مستوى التلفزيون.
ورغم تقادم العمر بتجاوز سن السبعين، إلا أن سامي قفطان مازال متوقدا معطاء يجول في الدراما ويؤسس في المسرح ويتحرك عند الإخراج والتأليف والإنتاج.
عن تلك الرحلة الطويلة كان لـ"العين الإخبارية"، هذا الحديث لسبر أغوار مسيرة قفطان المكتنزة بالإبداع والنجاح.
وفيما يلي نص الحوار:
* الفن رسالة غنية بمضامين البناء القيمي والاجتماعي فضلا عن جوانب الجمال وتنمية الذائقة.. هل وصلت رسالة الفنان سامي قفطان بعد ذلك السفر الكبير؟
عندما يتمتع المتلقي بنسبة كبيرة من الاستقرار النفسي والأمني، لا تأخذ من تفكيره حوادث وأمور تجعل تركيزه مشوشا، عندها تكون رسالة الفنان من خلال فنه سالكة الطريق بسهولة.
المشاهد في المسرح تتسمر عيناه على أحداث العمل عندما يكون مقنعا، وليس فيه خدش للحياء أو مبالغة للواقع، ومثله في التلفزيون والسينما وحتى الإذاعة، ولكن ما مر به العراق من غياب الاستقرار وتكرار التقلبات السياسية، وضعت حواجز بين رسالة الفن الحقيقية والمتلقي.
* كنت ولاتزال فارسا في السينما والمسرح والتلفزيون.. أيهم أقرب إليك؟
المسرح لما يمتلكه من مواجهة مع المشاهد، ولكن ذلك لا يعني أني لا أستمتع بالعمل في التلفزيون وقربه مني، وكذلك السينما، فهي كلها روافد تصب في نهر العطاء.
* ما السر وراء خلود أغلب أعمالك في ذاكرة العائلة العراقية والمحيط الإقليمي والدولي؟
الصدق واحترام المتلقي، الذي يعد صاحب القرار في نجاح أو فشل أي عمل فني، فضلا عن الابتعاد عن تقديم الجوانب المادية وقضية الأجور على مساحة العرض والمضمون، وكذلك وجود الرقيب الفني الصادق، بالإضافة إلى الجانب الآخر الذي يقل أهمية عن ما سبق وهو منتج العمل الفني، حيث يجب أن يكون على علم بما يقدمه للناس، حتى يترك بصمته الصادقة.
* من كان يضخ العزيمة والعطاء في كواليس حياة الفنان سامي قفطان؟.
في البداية، لم يكن عندي من يشجعني ويدفعني للمواصلة في هذا الطريق، ولكن دفعتني الصدفة ووجدت نفسي في هذا الطريق، وبمرور الوقت وكثرة الأعمال الفنية أصبح هذا الطريق الجميل "مسؤولية" كبيرة ورسالة يجب أن أستمر في تقديم ما منحني الله من موهبة في هذا المجال طلبا للخلود.
* مسيرتكم طويلة وممتدة لعقود وتعلمت على بد كبار.. كيف تقرأ المشهد الفني في العراق بين الأمس واليوم؟
هناك اختلاف كبير من حيث البناء والتأسيس الصحيح للمشاريع الفنية، بدءا من اختيار الفنان وصلاحيته للولوج إلى عالم الكاميرا .
اليوم المتسيد هي الأمية ولكن بشكل مؤقت، وعندما يتربع الرجل المناسب في المكان المناسب مبتعدا عن الهدف المادي الجشع الذي يدفع البعض باستسهال العطاء الفني، عندها نقول ستتغير الأحوال ويصح الصحيح.