الثورة الواعية في العراق أدركت أن سبب ويلات العراق هو إيران ومرشدها وسليماني الذي يتحكم بالسياسيين العراقيين كأنهم بيادق شطرنج؟!
لم يكن الكثيرون يراهنون على ثورة تشرين العراقية عند انطلاقتها في الأول من أكتوبر، واعتبرها البعض موجة غضب ستنتهي بعد يوم أو يومين من التظاهر في ساحة التحرير.
ومع أن كل أسباب الثورة كانت مهيأة، إلا أن هذا الإحباط يعود إلى تسليم الكثيرين بقوة النفوذ الإيراني في العراق، وسطوة مليشياته المسلحة، خاصة في جنوب العراق، لذلك لم يلمح الأغلبية ذلك الضوء الذي يلوح من آخر النفق؟!
على مدى السنوات العجاف الماضية التي أعقبت احتلال العراق، كنت أقول إن أهل الجنوب العراقي هم عرب أصلاء لا يدينون بالولاء إلى النظام الإيراني، وهم يعرفون جيداً أنه - النظام الإيراني - يستخدم المذهب الشيعي كغطاء للتوسع في المنطقة العربية، وكسب العملاء السذج الذين تنطلي عليهم هذه اللعبة أو الذين ارتضوا لأنفسهم بالعمالة مقابل المال.
كان الكثير يشكك فيما كنت أقول، وأغلب العرب أصابهم الإحباط من عودة العراق العربي الحر الموحد الذي لا يفرق بين الطوائف والأديان.
ثورة تشرين العراقية العظيمة أبهرت العالم بوحدة الشعب العراقي الذي ظهر على حقيقته الرافضة للتدخلات الأجنبية والطائفية، وشباب تشرين أبهرونا بشجاعتهم وبطولتهم وصوتهم الصادح بالحق رغم القتل والقمع والإرهاب الذي تعرضوا له، لمجرد أنهم رفعوا شعار "إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة"، وأحرقوا صور الخميني وخامنئي وسليماني في جميع مدن الجنوب والعاصمة بغداد.
انتهى زمنك يا خامنئي في العراق، وعليك أن تخرج منه فوراً، ومعك كل العملاء الذين جندتهم في مليشياتكم القذرة التي تقتل شبابنا في الشوارع؟!
هذه الثورة الواعية أدركت أن سبب ويلات العراق هو إيران ومرشدها وسليماني الذي يتحكم بالسياسيين العراقيين كأنهم بيادق شطرنج؟! حتى أوصل بعض المعارضين السابقين للنفوذ الإيراني لقناعة مفادها أنه لا مستقبل لهم في العراق من دون إعلان البيعة لخامنئي وسليماني؟!
لكن ثورة تشرين حددت الهدف، وشخصت المجرم الأول المسؤول عن كل ما جرى للعراق.. إنه خامنئي الذي يتحمل مسؤولية إفقار شعب العراق، وتنصيب خونة وعملاء للنظام الإيراني ليحكموا العراق بقبضة من حديد.. إنه خامنئي الذي أباح دماء شباب العراق، من خلال وكيله في العراق "قاسم سليماني" الذي يدير دفة الحكم والقمع منذ الأول من تشرين حتى الآن!!
هذا هو الإنجاز العظيم الذي حققته الثورة العراقية وهي في مهدها، لا لخامنئي ولا لسليماني ولا لأتباعه من الخونة واللصوص الذين يقبعون في المنطقة الخضراء.
انتهى ذلك الزمن الذين يرهبون به شبابنا بالسلاح، فقد خرجوا بصدور عارية يتلقون الرصاص ويحرقون صور "رهبر إيران" وكل من جاء بهم في غفلة من الزمن لحكم العراق.
هل أدركت يا خامنئي ماذا فعلت بالشعب العراقي طيلة السنوات الماضية ليخرج عليك بهذه الثورة الملتهبة؟
هل أدركت ماذا فعل مندوبك السامي حاكم العراق العسكري "قاسم سليماني" بأهل العراق، بعد أن جاء بشلة من القتلة واللصوص والمجرمين والمتسكعين في شوارع طهران وبلاد الغرب ليحكموا العراق؟!
هل أدركت أنه لا بقاء لك أنت وجنودك في العراق، حتى وإن واصلتم قمعكم واضطهادكم للشعب العراقي.
انتهى زمنك يا خامنئي في العراق، وعليك أن تخرج منه فوراً، ومعك كل العملاء الذين جندتهم في مليشياتكم القذرة التي تقتل شبابنا في الشوارع؟!
هل وصلتك الرسالة أم أنك لا تدرك ما الذي يجري حتى تصلك النار إلى مخبئك في قم؟!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة