التاريخي ديشامب.. الجندي المجهول في كرة القدم الفرنسية
استقر ديديه ديشامب مدرب منتخب فرنسا، على الرحيل عن منصبه الحالي بعد نهائيات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد أن حفر اسمه بأحرف من نور كعادته في سماء كرة القدم الفرنسية.
سيرحل ديشامب باعتباره الاسم الأكثر شهرة في تاريخ كرة القدم في البلاد، بعد أن حقق أعظم جائزة في هذه الرياضة كلاعب ومدرب.
وتولى ديشامب (56 عاما)، الذي قاد فرنسا أيضا إلى نهائي بطولة أوروبا 2016 وإلى نهائي كأس العالم مرة أخرى في 2022 قبل أن يخسر أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، المسؤولية في 2012 بعد فوزه بألقاب مع كل ناد دربه.
ويعد ديشامب، الذي تجلّت روحه القتالية العالية في اختيار تشكيلات قادرة على المنافسة على أعلى المستويات، وهو المدرب الأطول خدمة في تاريخ منتخب فرنسا بعد 165 مباراة قضاها في منصبه.
وكلاعب، كان ديشامب أصغر قائد سنا يرفع كأس دوري أبطال أوروبا حين فاز باللقب مع أولمبيك مارسيليا الفرنسي في 1993 كما رفعها مجددا مع يوفنتوس الإيطالي في 1996.
وكان إرثه كلاعب وقائد واضحا للجميع، وكان ديشامب عنصرا محوريا في تشكيلة فرنسا الفائزة بكأس العالم 1998 وبطولة أوروبا التي تلتها.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن ينهار الجيل الذهبي بعد اعتزاله عقب انتصارهم في بطولة أوروبا 2000.
ويأمل مشجعو فرنسا ألا يتكرر التاريخ عندما يترك منصبه كمدرب بعد نهائيات كأس العالم 2026 والتي لم تتأهل لها فرنسا بعد.
قائد بالفطرة
استهل ديشامب مسيرته التدريبية في موناكو الذي قاده إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2003 قبل أن يساعد يوفنتوس على العودة إلى دوري الأضواء الإيطالي في 2007.
ثم قاد مارسيليا لاحقا للفوز بالدوري الفرنسي وكان الأول له منذ 18 عاما في 2010 قبل أن يتولى مهمة تدريب فرنسا في 2012.
وفي كثير من الجوانب، سار ديشان على خطى إيميه جاكيه المدرب الذي قاد فرنسا إلى لقب كأس العالم 1998 والذي تعرض لانتقادات كثيرة لكن النتائج أثبتت كفائته.
واستدعى جاكيه إلى الذاكرة البصمة التي تركها على ديشامب، وقال "كنا نتحدث طوال الوقت. كان ذراعي اليمنى في الملعب".
شخصية قوية
بقوة شخصيته لم يتعرض ديشامب لأي تمرد يذكر مثلما حدث في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، حين تمرد لاعبو المنتخب الفرنسي على المدير الفني وقتها ريمون دومينيك.
وقضى على أي شكل من أشكال التمرد في الفريق ولم يتردد في استبعاد لاعبين بارزين مثل سمير نصري أو كريم بنزيما، عندما شعر أن وجودهما لن يفيد المجموعة.
ومنح كيليان مبابي حرية أكبر من اللاعبين الآخرين، على أمل أن تساعده عبقرية قائده في تحقيق الأهداف المنشودة، وكاد أن يمنحه ذلك لقب كأس العالم للمرة الثانية كمدرب في 2022.
وفي غضون عامين ستكون هذه الرقصة الأخيرة لهذا الثنائي وفرصة لتعزيز إرث ديشامب.
aXA6IDE4LjIxNi41Ny41NyA= جزيرة ام اند امز