نفقت أثناء التزاوج قبل 40 مليون عام.. حل لغز "مقبرة الضفادع" بألمانيا
اكتشف علماء الأحافير في جامعة كورك الألمانية، سبب موت مئات الضفادع الأحفورية في مستنقع قديم قبل 45 مليون سنة، وخلصوا في دراسة نشرت الثلاثاء بدورية "أوراق في علم الحفريات"، أن النفوق حدث في أثناء التزاوج.
وأودى فخ النفوق المائي في منطقة جيزلتال بوسط ألمانيا بحياة أكثر من 50 ألفا من الوحوش القديمة، بما في ذلك الطيور والخيول والخفافيش والأسماك ومئات الضفادع.
ونظرًا لخصائصه الجيولوجية الفريدة وآلاف الأحافير، يُعتبر حقل الفحم السابق في جيزلتال بولاية سكسونيا نافذة فريدة لكيفية تطور نباتات وحيوانات الأرض على مدى ملايين السنين.
ومنذ ما يقرب من 50 مليون سنة- العصر الأيوسيني الأوسط- كانت الأرض أكثر دفئًا، وكانت منطقة جيزلتال عبارة عن غابة شبه استوائية مستنقعية تضم سكانها أسلاف الحصان والتماسيح الكبيرة والثعابين العملاقة والسحالي والطيور التي تعيش على الأرض والكثير من الضفادع.
وأشارت الدراسات السابقة إلى أن ضفادع جيزلتال نفقت أثناء جفاف البحيرات أو نضوب الأكسجين في الماء، لكن ما قتل هذه المخلوقات ظل لغزًا منذ فترة طويلة، حتى الآن.
ومن خلال دراسة عظام الضفادع الأحفورية، تمكن الفريق البحثي من تضييق الخيارات، وقالوا إنه "بقدر ما يمكننا أن نقول، كانت الضفادع الأحفورية بصحة جيدة عندما نفقت، والعظام لا تظهر أي علامات على وجود حيوانات مفترسة، كما أنه لا يوجد دليل على أنها تعرضت للنفوق أثناء الفيضانات، أو ماتت بسبب جفاف المستنقع".
وأضافوا أنه "علاوة على ذلك، فإن معظم ضفادع جيزلتال الأحفورية هي أنواع تقضي حياتها على الأرض، وتعود إلى الماء فقط للتكاثر، وبالتالي، فإن التفسير الوحيد المنطقي هي أنها نفقت أثناء التزاوج، وهذه الظاهرة شائعة في الضفادع اليوم".
وتقول البروفيسور ماريا ماكنمارا، كبيرة الباحثين: "إن أنثى الضفادع أكثر عرضة للغرق لأنها غالبًا ما يغمرها ذكر واحد أو أكثر، ويحدث هذا غالبًا في الأنواع التي تشارك في تجمعات التزاوج خلال موسم التكاثر الانفجاري القصير، والأمر المثير للاهتمام حقًا هو أن الضفادع الأحفورية من مواقع أخرى تُظهر أيضًا هذه الميزات، مما يشير إلى أن سلوكيات التزاوج للضفادع الحديثة قديمة جدًا وقد كانت موجودة منذ 45 مليون سنة على الأقل".