أدوية التخسيس تسقط عملاق الرشاقة.. WeightWatchers تواجه مصير كوداك

في وقت من الأوقات كانت تهيمن على قطاع التخسيس، مجموعات الدعم النفسي التي توفر دفعة معنوية عبر تجمعاتها وبرامجها الغذائية للحمية.
وعلى ما يبدو، أصبح ذلك الآن من الماضي، ويدل على ذلك ما آلت إليه شركة WeightWatchers، التي أعلنت إفلاسها لعدة أسباب، أبرزها تطور قطاع التخسيس باعتماد المواطنين بشكل أكبر على الأدوية المختلفة المخصصة لانقاص الوزن.
وعندما تقدمت شركة WeightWatchers بطلب للحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة هذا الربيع، كجزء من صفقة لتسليم السيطرة لمقرضيها المضمونين، كان على ما يبدو أنها المرحلة الأخيرة لشركة عانت من نفس التجربة الصادمة التي عايشتها شركة "كودا"، بأن عفى الزمن على ما تقدمه من خدمات متأخرة بكثير عن منافسيها.
وكما كافحت شركة "كوداك" للتكيف مع صعود الكاميرات الرقمية، وفوتت مجموعة Blockbuster لتأجير الفيديو فرصة مبكرة لشراء Netflix، مما أدى لإفلاسهما، فإن مجموعة الحمية الغذائية "ويت ووتشرز"، تتعرض لضغوط لإثبات أنها لم تتخلف عن الركب في مجالها.
وبعلامة تجارية عالمية تُحسد عليها ونموذج قائم على ورش العمل يُلهم التفاني الشغوف في رحلة إنقاص الوزن، بلغت قيمة WeightWatchers 6.7 مليار دولار قبل 7 سنوات.
ولكن تغيير علامتها التجارية إلى WW Inc أربك المستهلكين في الوقت الذي أضعفت فيه المنافسة من التطبيقات الإلكترونية جاذبيتها، وأدت جائحة كوفيد إلى تراجع أعمالها في مجال الاجتماعات لدعم رحلة التخسيس.
والآن، أعاد ظهور أدوية تخسيس GLP-1 مثل Ozempic وMounjaro وWegovy ، انخفضت قاعدة مشتركيها بنسبة 30% عن ذروتها في عام 2018.
وسمح طلب إعلان الإفلاس لشركة WeightWatchers بخفض ديونها بمقدار مليار دولار دون التضحية الكاملة بمساهميها الحاليين، إذ تحتفظ الشركة بحوالي 9% من أسهمها.
وقد يكون هذا الأمر بمثابة نعمة ونقمة في آن واحد، فهو يُبقي العلامة التجارية في دائرة الضوء، ولكنه يعني أيضًا أن محاولات الشركة لتغيير مسارها سيواجه تدقيق كبير كل ثلاثة أشهر.
وهذا التغيير هو بالضبط ما تنوي الرئيسة التنفيذية تارا كومونتي، التي تولت منصبها العام الماضي وأشرفت على إجراءات الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي، القيام به.
وتجادل كومونتي بأن الشركة، التي يبلغ عمرها 62 عامًا، لا تزال تتمتع بسمعة طيبة، ولكنها بحاجة إلى التكيف مع متطلبات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وقد عينت كومونتي فريقًا قياديًا جديدًا، وعززت جهودها في شراء WeightWatchers عام 2023 لمجموعة خدمات رعاية صحية عن بعد، لتصنع لنفسها مكانة في قطاع أدوية الحمية.
وطورت من خدمة الاشتراكات السريرية، التي تشمل وصفات GLP-1 وتُحقق إيرادات تفوق إيرادات العضوية العادية بخمسة أضعاف تقريبًا، مما مثل نقطةً إيجابية على طريق تجاوز الشركة أزمة الإفلاس، حيث ارتفعت الاشتراكات الإجمالية في برامج الشركة للتخسيس بنسبة 56% على أساس سنوي لتصل إلى 127000 اشتراك منذ بداية 2025.
وتقول كيم بويد، كبيرة المسؤولين الطبيين في المجموعة، "نساعد الأعضاء على إدارة الآثار الجانبية، وتعديل نظامهم الغذائي، والتحدث عن معنى الظهور بجسم جديد، أو كيفية قضاء العطلات دون شرب أو تناول الكثير من الطعام".
وتضيف، "يُعد هذا العنصر المجتمعي بالغ الأهمية، لا سيما في عصرنا هذا الذي نصبح فيه أكثر عزلة ووحدة".
كما تُخطط WeightWatchers لتقديم خيار رعاية انقطاع الطمث مع تقدم النساء في العمر، والذي سيجمع بالمثل بين الرعاية الطبية والدعم السلوكي.
ورغم أن هذا العرض لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمهمة الأساسية كأدوية الحمية، إلا أنه يأتي في الوقت المناسب، فالوعي العام لا يقتصر على تزايد التحديات التي تواجهها النساء في منتصف العمر، بل إن العديد من عميلات WeightWatchers الحاليات هن ضمن هذه الفئة العمرية، وزيادة الوزن من الأعراض الشائعة لعملية انقطاع الطمث.
كما أن نظام الرعاية الصحية الأمريكي غير مُجهّز للتعامل مع قضايا متعددة الجوانب، مثل فقدان الوزن وانقطاع الطمث، حتى مع توافر الأدوية.
ويُضطر الأطباء إلى التنقل بين المرضى بسرعة في عمليات المتابعة الروتينية، كل 15 دقيقة، ولا يملكون الوقت الكافي لمناقشة التغيرات الجسدية والنفسية والسلوكية التي يمرون بها، وهذا يُخلف فراغًا تأمل "ويت واتشرز" في سده.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUwIA== جزيرة ام اند امز