الخلافات تهدد حكومة دياب وحزب الله أكبر الخاسرين
"إعادة العالقين" كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وجعلت الخلافات تظهر للعلن، في ظل رفض الحكومة لإعادة اللبنانيين من الخارج
مع استمرار فشل رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب في تحقيق وعوده التي قطعها خلال نيل الحكومة الثقة، وتواصل الخلافات بين الفرقاء حول الكثير من القضايا، باتت أيام الحكومة معدودة.
محاربة الفساد، وإنهاء المحاصصة، والإصلاح، وغيرها، وعود تعهد دياب بتحقيقها خلال جلسة نيل الثقة من البرلمان، ولكنه فشل في الوفاء بأي منها حتى الآن، وسط محاولات من حزب الله لمنع انهيار الحكومة خشية ضياع دائرة الحلفاء وبالتالي إضعاف موقفه في البلاد.
"إعادة العالقين" كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وجعلت الخلافات بين الفرقاء تظهر للعلن، وتصبح أكثر ضراوة، في ظل رفض الحكومة لإعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، وسط تفشي فيروس كورونا.
تلك الخلافات دفعت رئيس البرلمان، نبيه بري للتلويح بالاستقالة، وسبقه رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، على خلفية التعيينات المالية، وقاطع الوزراء المحسوبون عليه جلسة الحكومة الأخيرة.
وأمام هذا الواقع جاء دور حزب الله في التدخل للتهدئة، وتحديدا بين بري وباسيل، ورئيس الحكومة حسان دياب من جهة، وباسيل وفرنجية من جهة أخرى، وذلك خوفا من سقوط الحكومة.
وتعكس تصريحات الحلفاء الخلافات المتفاقمة، والتي ظهرت مرة على لسان دياب، وأخرى على لسان فرنجية، واليوم السبت عبر باسيل.
وفيما عمد دياب لسحب بند التعيينات المالية من جلسة الحكومة نتيجة الخلافات، بحجة رفضه المحاصصة، وذلك بعدما قال فرنجية "بدل التركيز على معالجة أوضاع اللبنانيين يجري استغلال انتشار كورونا لتهريب التعيينات وتمرير الصفقات"، ملوحا بالاستقالة.
من جانبه، هدد نبيه بري بالاستقالة على خلفية موضوع آخر، وهو عودة المغتربين، وقال في بيان له: "إذا بقيت الحكومة على موقفها إزاء موضوع المغتربين فسنعلق تمثيلنا بالحكومة".
وقالت وسائل إعلام لبنانية ،أمس الجمعة: إن "مستشار دياب لشؤون العلاقات الدولية قدم استقالته اعتراضا على طريقة عمل الحكومة، ومحاولة باسيل التحكم بها".
في المقابل، شن باسيل السبت، هجوما على الفرقاء قائلا: "البعض أراد أن تكون هذه الحكومة لفترة قصيرة، وهناك تقاطع مصلحة بين بعض مَن في داخلها، وبعض مَن في خارجها، ولذلك نسمع تلويح بالاستقالة".
وكشف مصدر نيابي معارض لـ"العين الإخبارية" النقاب عن هذه المواقف تثبت أن جهود حزب الله لم تنجح في رأب الصدع، وعي محاول لتأجيلها فقط، عبر اتخاذ الحكومة قرارا بإعادة المغتربين، وتجميد التعيينات المالية، وبالتالي لا تزال إمكانية انهيار الحكومة داخليا قائما في أي وقت.
إضعاف حزب الله
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: أن "حزب الله يعلم جيدا أن سقوط الحكومة يعني عدم القدرة على تشكيل أخرى قريبا، بجانب أن سقوطها سيكشفه ويضعفه داخليا إذا سقطت دائرة تحالفاته، وبالتالي يخاف من سقوط الحكومة ويكافح لاستمرارها".
ويتابع المصدر: أن "محاولات حزب الله لن تدوم، في ظل المشكلات التي تظهر كل فترة بين الفرقاء".
وقالت النائبة بولا يعقوبيان إن "حكومة التكنوقراط قراراتها متل السياسيين، وحكومة المستقلين كل الأحزاب تهدد بالخروج منها".
وذكر النائب سامي الجميل عبر حسابه على تويتر: "في الوقت الذي نجاهد فيه مع القوى الحية في المجتمع كل بحسب مقدوره، يستمر أهل السلطة في لعبة تقاسم الإدارات التي أفلسوها، وتناتش مقدرات الدولة التي نهبوها، وشل المؤسسات التي احتلوها".
ووصف النائب في "القوات" زياد حواط ما يحصل بالـ"عصفورية اللبنانية" وذكّر بـ"تعطّيل التشكيلات القضائية"، وهجمة أحزاب السلطة على المحاصصة في التعيينات المصرفية والمالية، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى اعتماد آلية التعيينات واختيار أفضل الكفاءات في المجالين القضائي والمصرفي والمالي".
وشدد المصدر على أنه إذا نجح حزب الله في تأجيل الخلافات لا يعني نهاية القضية، فهذه الحكومة التي لطالما كان الفرقاء يتهمون غيرهم بالتعطيل لعدم تحقيق الإنجازات ها هم اليوم يتسابقون على المحاصصة".
وحذر من الشارع اللبناني الذي انتفض على الحكومة السابقة، لن يسكت على الحكومة الحالية"، متوقعا عودة الانتفاضة الشعبية نبضها من جديد، وبشكل أكبر بعد انتهاء أزمة كورونا".