حزب الله يفاقم أزمة لبنان بعد مقتل سليماني.. وتعثر حكومة دياب
حزب الله وحركة أمل يبلغان المعنيين بتأليف الحكومة اللبنانية إعادة النظر في الأسماء التي قدماها سابقا لتولي الوزارات
تقود مليشيا حزب الله، دولة لبنان إلى المجهول مجددا، وتعقد من أزمته على خلفية التطورات الإقليمية التي طرأت منذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا.
- وزير لبناني: نرفض أن يزج حزب الله بنا في الصراع الأمريكي الإيراني
- محللون: حزب الله لن يجرؤ على الرد العسكري بعد مقتل سليماني
ورغم الجهود والدعوات التي أطلقتها قوى عدة في لبنان لإبعاد تداعيات مقتل سليماني عن البلاد، إضافة إلى التشديد على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، إلا أن الأمور تتصاعد.
وأعلنت وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني أن "حزب الله" اللبناني ينقل معدات عسكرية نحو الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وانعكست التطورات الميدانية على الأزمة السياسية، وطالب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي عادة ما يعبّر عن موقفه وموقف حزب الله بتشكيل حكومة لم شمل جامعة، على عكس كل المشاورات التي كانت تبذل لتأليف حكومة "متخصصين من المستقلين"، ووصلت إلى المرحلة الأخيرة بإسقاط الأسماء على الوزارات بعد توزيعها على الفرقاء.
وكان الخلاف الأخير متوقفا عند بعض الوزارات المسيحية وتحديدا وزارتي الطاقة والخارجية، حيث يرفض وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل طرح رئيس الحكومة المكلف حسان دياب اسم الوزير السابق دميانوس قطار لتولي "الخارجية".
وجاء موقف بري في الوقت الذي كان "الثنائي (حزب الله وحركة أمل)، قد أبلغا المعنيين بتأليف الحكومة أنه سيعيد النظر في الأسماء التي كان قد قدّمها في وقت سابق لتولي الوزارات الأربعة المحسوبة عليه.
وأشارت المعلومات إلى أنه "سيقدم أسماء حزبيين لتولي الوزارات ما يعني التخلي عن صيغة حكومة المستقلين التي كان يعمل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب على تشكيلها، وكل ذلك غداة اغتيال سليماني، وهو أيضا ما تضعه المصادر الوزارية في خانة التغيرات التي انعكست على لبنان ومسار الحكومة.
وستحسم الأيام المقبلة إما الإطاحة بكل جهود تشكيل الوزارة السابقة وإما إنقاذ الوضع وتأليف الحكومة اللبنانية التي كانت قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة حتى كان قد حدد موعد للإعلان عنها خلال أيام.
ومع تأكيده أن مقتل سليماني يشكل تصعيدا خطيرا سيغير ملامح الصراع في المنطقة، قال نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني: "إن المطلوب حكومة لم شمل وطني جامعة، تطمئن الناس وتبدد الهواجس، وإن الوقت ليس وقت إلقاء المسؤوليات".
وجدد بري قوله: "إن المفروض أن تمارس حكومة تصريف الأعمال صلاحياتها".
ورأت مصادر وزارية لبنانية أن تصريحات نبيه بري تعد مؤشرا واضحا لتبدل مسار تشكيل الوزارة الذي كان يتجه لتشكيل حكومة "من لون واحد" مدعومة من حزب الله وحلفائه ورئاسة الجمهورية بعد رفض الآخرين المشاركة بها.
وتوقفت المصادر في حديث لـ"العين الإخبارية" عند مطالبة بري حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بممارسة صلاحياتها، ما يعني بحسب رأيها، أن "تأليف الحكومة أرجئ إلى أجل غير مسمّى وبالتالي بات من الضروري تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال".
يأتي هذا رغم أن تكليف حسان دياب جاء بأصوات حزب الله وحلفائه، بحيث سمي مرشح "حزب الله" وكان التوجه وقتها لتأليف حكومة من الاختصاصيين "المرشحين عن الأحزاب" باستثناء الذين كانوا يمثلون فريق "14 آذار"، أي المعارضين لحزب الله الذين رفضوا المشاركة بالحكومة، وعلى رأسهم "تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.
واعتذر سعد الحريري رئيس تيار المستقبل مرارا عن قبوله إعادة ترؤس الحكومة اللبنانية الجديدة، لعدم قبول حزب الله وحلفاؤه بمن فيهم رئاسة الجمهورية، بتشكيله حكومة "تكنوقراط من غير السياسيين" وإصرارهم على حكومة تكنوسياسية.
وفي إطار الدعوات الدولية لحل الأزمة، دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، عبر حسابه على "تويتر" إلى الإسراع بتشكيل الحكومة.
وقال: "إن إبقاء لبنان من دون حكومة تتسم بالكفاية والصدقية عمل غير مسؤول في ضوء التطورات في البلد والمنطقة"، مضيفاً: "أحض الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير".