ضم أراضي فلسطين.. صدع بحكومة نتنياهو وخلافات مع واشنطن
نتنياهو يقر بوجود خلافات مع البيت الأبيض حول مساحة الأراضي الفلسطينية التي ستضمها إسرائيل في الضفة الغربية
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود خلافات إسرائيلية مع الإدارة الأمريكية حول مساحة الأراضي الفلسطينية التي تعتزم إسرائيل ضمها بالضفة الغربية.
ورغم ذلك فأبلغ نتنياهو قادة المستوطنين الإسرائيليين، اعتزامه المضي قدما في عملية الضم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
غير أن صدع بدأ يظهر في الحكومة الإسرائيلية بعد إعلان رئيس الوزراء المناوب ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس معارضته لعملية الضم التي يخطط لها نتنياهو وهو الموقف الذي عبر عنه أيضا وزير الخارجية جابي أشكنازي.
تفاصيل الخلاف الإسرائيلي-الأمريكي بدأت تظهر للعلن بعد الاجتماع الذي عقده نتنياهو مع قادة المستوطنين بحضور رئيس الكنيست ياريف ليفين والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان ،مساء الأحد.
أما خلافات نتنياهو مع قادة حزب "أزرق أبيض" فبدأت تتكشف بعد لقاء آخر لنتيناهو ،مساء الأحد، مع زعيم الحزب بيني جانتس والرجل الثاني في الحزب أشكنازي.
ويبدو أن نتنياهو يواجه إشكالية فمن ناحية فإن الاعتراف الأمريكي بالضم يرتبط بالاتفاق الإسرائيلي- الأمريكي المسبق على حجم الضم، فيما أن ائتلاف نتنياهو وجانتس يقوم على أساس تنفيذ الضم فقط بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية.
واستنادا إلى ما تسريبات عن اجتماع نتنياهو مع المستوطنين فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ قادة المستوطنين، أنه لا يزال لا يملك "الضوء الأخضر" من البيت الأبيض للمضي قدما في خطته للضم .
وكشف نتنياهو عن أنه لم يتم الاتفاق على التفاصيل وخرائط الضم حتى الآن مع إدارة ترامب.
وقال:" هناك خلافات في الرأي مع الأمريكيين حول مساحة الأراضي التي سيتم ضمها والتي تحيط بالمستوطنات المعزولة".
وأضاف نتنياهو، أنه يعمل ضمن جدول زمني ضيق لضم "أقصى مساحة ممكنة" في الضفة الغربية، مشددا على أن إسرائيل بحاجة إلى اغتنام الفرصة الآن مع وجود ترامب في البيت الأبيض.
وتابع رئيس وزارء الاحتلال الإسرائيلي، قوله:" يجب ألا نجعل ترامب يعتقد أننا لسنا مهتمين بالضم"، حسبما نقل عنه موقع "إكسيوس" الإخباري الأمريكي.
غير أن مساحة الضم ليست نقطة الخلاف الوحيدة بين إسرائيل والبيت الأبيض، بل أيضا اشتراط واشنطن ربط أي اعتراف أمريكي بالضم بالموافقة الإسرائيلية على التفاوض مع الفلسطينيين على قيام دولة فلسطينية.
ويعارض المستوطنون علنا بند في خطة صفقة القرن الأمريكية يشترط على إسرائيل الموافقة على التفاوض مع الفلسطينيين على قيام دولة فلسطينية.
وتخطط إسرائيل لضم 30% من مساحة الضفة الغربية ولكن ضمها هذا مشؤوع بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية على 70% من مساحة الضفة الغربية وكل قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال نتنياهو، في لقاءه مع المستوطنين، إن المطلب الأمريكي الوحيد لإسرائيل بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب، هو اتفاق مبدئي على خوض مفاوضات مع الفلسطينيين.
وأضاف:" الولايات المتحدة تسمي ما يراد التحاور عليه بالدولة الفلسطينية وذلك بخلاف موقف إسرائيل"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وتابع نتنياهو، أن:" أي قرار لمجلس الوزراء بشأن الضم لن يشير بأي شكل من الأشكال إلى اتفاق إسرائيلي على دولة فلسطينية"، بحسب القناة الإخبارية الإسرائيلية (13).
وبموازاة ذلك فقد برزت خلافات بين نتنياهو وشريكه في الحكومة جانتس.
وقال جانتس في لقاء مغلق مع قادة حزبه:" هناك حوار مع الجانب الأمريكي وجهات أخرى حول خطة الضم "، دون الكشف عن هوية هذه الجهات.
ولكنه جدد التأكيد على " ضرورة ان تكون عملية الضم متوازنة" دون توضيح.
ولكن الإذاعة الإسرائيلية قالت إن أشكنازي، قال في ذات اللقاء ، إن"أزرق أبيض غير ملتزم بالخطة على الاطلاق" وأضاف" يجب الانتظار الى ان تطرح على طاولة المفاوضات قبل البت في الامر".
وفي سياق متصل أكد رئيس الكنيست الإسرائيلي ياريف ليفين أن" إسرائيل ستمضي قدما في ضم أجزاء من الضفة الغربية في غضون أسابيع".
إلا أن موقع"إكسيوس" الإخباري الأمريكي، قال: "قبل احضار أي خطة ضم إلى البيت الأبيض للموافقة عليها ، سيتعين على نتنياهو أن يحصل على اتفاق بشأن التفاصيل مع جانتس وأشكنازي، فبدون مثل هذا الإجماع ، سيجد صعوبة في الحصول على ضوء أخضر من إدارة ترامب".