"التحول الرقمي" في الشرق الأوسط يفوق المعدلات العالمية
فاقت معدلات التحول الرقمي لمشروعات قائمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتوسط العالمي، أثناء جائحة "كوفيد-19".
وبلغت معدلات التحول الرقمي لهذه المشروعات نحو 70%، مقارنة بنحو 68% للمتوسط العالمي أثناء جائحة "كوفيد-19"، حسب نتائج مسح "نبض المهنة" لعام 2021.
وتيرة التغيير
المسح أجراه معهد إدارة المشاريع الأمريكي (PMI)، بشأن المنطقة، في أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وتم إجراء المسح على 397 من محترفي المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف تقييم تأثير الوباء وكيفية استجابة المؤسسات له، فيما أجري المسح العالمي على 3950 شخصا.
وأظهرت نتائج المسح الإقليمي أن المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قامت بتسريع وتيرة التغييرات في الأعمال مع مواكبة المتوسط العالمي في كثير من الفئات مثل التحول الرقمي، وتغيير استراتيجيات العمل، والقابلية للتكيف التنظيمي.
كما أظهرت النتائج التحول الإيجابي فيما يتعلق بنضج إدارة المشروعات، حيث شهدت 59% من المشروعات مكاسب في الإنتاجية خلال عام 2020، وهي نسبة قريبة من المتوسط العالمي البالغ 61%.
مواجهة التغييرات
ارتقت العديد من المؤسسات إلى مستوى التحديات التي فرضها الوباء، لكن مؤسسات كثيرة لم تتمكن من ذلك بسبب عدم اتباعها أساليب عمل مرنة.
وأكدت 32% من المؤسسات في المنطقة أنها تتبنى طرق عمل مرنة لحل المشكلات المطروحة أثناء الجائحة، فيما ذكرت 31% من المؤسسات أنها تتبع الأساليب التي أثبتت فعالية في الماضي وبالتالي فهي تستخدم طرق عمل تقليدية.
واعتبر المسح الذي نشرته "فوربس الشرق الأوسط"، لأول مرة أن المؤسسات المرنة هي التي تركز على النتائج أكثر من العملية، أو النهج لإدارة المشروعات، وتختار الطريقة بحسب الظروف الراهنة بدلا من الاكتفاء بتنفيذ الطريقة التي أثبتت كفاءة في وقت سابق، وهو ما يطلق عليها المؤسسات التقليدية.
قامت 66% من الشركات بتغيير استراتيجيات العمل في مواجهة التغييرات، بينما بلغ المتوسط العالمي 64%، وكان لدى 62% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قابلية للتكيف التنظيمي مقابل 61% في المعدل العالمي.
محور إدارة المشروعات
وتفوقت المنطقة في محور نضج إدارة المشروعات على المتوسط العالمي البالغ 49%، حيث بلغت المعدلات الإقليمية 60%، فيما سجلت الكفاءة التشغيلية نفس النسبة العالمية البالغة 57%، كما واجهت 53% من المؤسسات التغييرات الجديدة عبر تطوير نهج الابتكار وهي نسبة أقل من المتوسط العالمي البالغ 57%، بحسب التقرير.
وذكر 46% من الشركات في المنطقة أنها أجرت تغييرات تتعلق بإدارة المواهب خلال العام الماضي، بينما تتقلص النسبة العالمية في هذا المحور إلى 42%.
وصرحت المديرة الإدارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى معهد إدارة المشاريع الأمريكي غريس نجار، لـ"فوربس الشرق الأوسط"، بأن المنطقة أصبحت مركزا رائدا في الصناعة والتجارة حاليا بعد أن قطعت أشواطا كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل بناء وتسريع التحول الرقمي بشكل قوي لتعزيز الابتكار ومشاركة المعرفة لإطلاق فرص اقتصادية جديدة.
وأضافت نجار، توفر "رؤية المملكة 2030" إطارًا للتقدم في السعودية، حيث يستحوذ الاقتصاد الرقمي على أهمية كبرى في هذه الرؤية، كما أن رؤية الإمارات 2021، وخطة الإمارات المئوية 2071 تركزان على الابتكار، والتمكين التكنولوجي.
وتابعت: تتكيف المؤسسات حاليا مع تغييرات مشهد الأعمال، وسيكون مستقبل العمل قائما بشكل أكبر على إقامة المشاريع سواء كبيرة وصغيرة، حيث سوف يستمر الاعتماد على أساليب العمل الحديثة مع التركيز على قيمة الأعمال.
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز