فعمًا بالأساطير ومدمجًا بالخرافات والمبالغات غير الطبيعية وغير المعقولة ستعتمد أحزاب التشيع السياسي في المنطقة عليها للاستحواذ والتمكن على فئة بعينها تدغدغ لديها النزوع المذهبي وتنفخ فيه تمامًا كما نفخ الفاشي الالماني في حس النزعة القومية العصبوية الشديدة
مفعمًا بالأساطير ومدمجًا بالخرافات والمبالغات غير الطبيعية وغير المعقولة ستعتمد أحزاب التشيع السياسي في المنطقة عليها للاستحواذ والتمكن على فئة بعينها تدغدغ لديها النزوع المذهبي وتنفخ فيه تمامًا كما نفخ الفاشي الالماني في حس النزعة القومية العصبوية الشديدة التعصب إلى الدم الآري أو الدم الأزرق كما هو شائع في التعبير.
وسياسيًا إحياء هذه النزعة على الطريقة الفاشية في إيران خميني دفعت بجيل الشباب الخمينيين الذين تشربوا ثقافة هكذا اديولوجيات إلى الوقوع في فتنة التفوق القومجي المتعصب عنصريًا إلى قوميته مقابل الاحتقار الشديد وكراهية القوميات الأخرى حد البغض والمقت المعلن أمام الجميع.
عزّت الشابندر العراقي كادر معروف في حزب الدعوة العراقي وأصبح وجهًا معروفًا الآن لدى متابعي اليوتيوبات والمقابلات يروي لإحدى الفضائيات العراقية ما يلي وأنقلها بالحرف دون تدخل من قلمي.. يقول:
«عشت بإيران سنة ونصف، وكنَّا رايحين نقاتل مع إيران ضد بلدنا العراق، بايعين أرواحنا ومضحين بدمائنا.. رايحين مقاتلين» يضيف الشابندر «أحيانًا تصير عندنا معاملات، هوية برقية جواز سفر، اذن بالسفر، وانروح لدائرة اسمها (نوخستي وزير) في رئاسة الوزراء الإيرانية، وشوفي الإهانات، يتفون علينا وعلى أوراقنا بترفع، لاننا عرب فقط» هذا ما تم تداوله صوتًا وصورة.
الجماعات الخمينية وجدت في الأحزاب الفاشية في ألمانيا ضالتها، فرحلت إليها وأقامت بينها لسنوات مما ضاعف داخلها الشعور القومي الفاشي المفرط في عنصريته البغيضة.
وهذا ما يعكس ما بدأنا به سطورنا عن الاعتماد إيرانيًا من جماعات الخميني على النفخ غير الطبيعي في الروح القومية بتعصب وتشدد عنصري، وهذه هي نتائجها «يتفون» على من جاء مقاتلاً في صفوف جيوشهم ومتطوعيهم وميليشياتهم ضد بلاده.
فهل هناك عصبية عنصرية أعظم من هذه؟؟ لماذا؟؟
لأن المشروع الخميني في داخل إيران تحديدًا قام على تغذية الشعور بالتفوق القومي، فصار هذا الشعور لدى المتلقي الشاب الإيراني الخميني ينعكس أو يعكس نفسه في تصرفات ومسلكيات عنصرية شوارعية فجة قبيحة ومليئة بالإهانات حتى مع من جاء مقاتلاً متطوعًا ومؤمنًا بالمشروع الخميني فقط لأنه عربي من قومية أخرى غير القومية الفارسية الصفوية.
لذلك سنلاحظ أن الجماعات الخمينية وجدت في الأحزاب الفاشية في ألمانيا ضالتها، فرحلت إليها وأقامت بينها لسنوات مما ضاعف داخلها الشعور القومي الفاشي المفرط في عنصريته البغيضة.
والإشكالية المزدوجة في هذا الموضوع او هذه الظاهرة ان الأصوات التي يسوِّق لها بوصفها «معتدلة» انخرطت بوعي منها ودون وعي في ترسيخ هذه الايديولوجية المتعصبة بلا حدود، ولعلنا نذكر أن رفسنجاني وهو أشهر من حمل يافطة «المعتدلين» قد صرح قبل ما يقرب من ثلاثين عامًا وبالتحديد في 14 ديسمبر 1987 عن «تأييده لتحرير وإنقاذ الأماكن المقدسة في مكة والمدينة من دنس البداوة، وهو ما أورده الكاتب الراحل اليساري البحريني عبدالله خليفة في جريدة أخبار الخليج في عموده (أفق)».
ويمكننا أن نستشف إلى أي درجة من الغلو استخدمت ومازالت الخمينية الظاهرة الطائفية في طبعتها وصبغتها القومية المتعصبة بنكهة الكراهية كل ما أمكنها من أساطير وخرافات وروايات موضوعة بهدف غرس وتجذير ايديولوجية التشيع السياسي الايراني الفارسي بطابع صفوي فاقع أنتج فيما أنتج ظاهرة الطائفية والتمزق الطائفي، وهو ما تسعى إليه هذه الايديولوجية التي لا تقوم لها قائمة إلا بمثل هذه الظاهرة البغيضة والخطيرة في انعكاساتها.
*نقلاً عن " الأيام "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة