الناس ثلاث: أناس يجعلون الأشياء تحدث وأناس يشاهدونها تحدث وأناس يتساءلون عما يحدث.
الناس ثلاث:
أناس يجعلون الأشياء تحدث
وأناس يشاهدونها تحدث
وأناس يتساءلون عما يحدث.
وخلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلس سموه لأجيال المستقبل في أبو ظبي، أكد سموه رهانه على أبنائه شباب الإمارات. كما أكد على أن شعب الإمارات بفضل قيادته الحكيمة والرشيدة قد تجاوز مرحلة الاكتفاء بمشاهدة ما يقوم به الآخرون، أو التساؤل كيف قاموا به. وبدأت مرحلة العمل على صناعة الأشياء، وترك الآخرين من الشعوب يتابعون ويشاهدون ما نقوم نحن به، والتساؤل عما يحدث، وكيف أمكن لنا أن نحرق مراحل الزمن لنواكب بإنجازاتنا أمماً وشعوباً سبقتنا بمراحل، وأن نكون معها في المقدمة، أو على قدم وساق في مجال التنافس.
وكان في فكرة لقاء سموه بأبنائه الشباب عبر هذا المجلس إنعاشٌ للذاكرة، وعودةٌ إلى لُحمة الزمن الجميل الذي عايشه الآباء والأجداد في مجالس شيوخهم وقياداتهم يتطارحون الفكر ويتبادلون الرأي.
ولكن تبادل الآراء في هذا المجلس الجديد وإن جاء من وحي الماضي، لكنه بفكر الحاضر، واستشرافاً للمستقبل.
وكان كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يستند على واقع أمكن تحقيقه، رغم أنه كان بالأمس يبدو كحلم صعب المنال، ولكن كما قال المناضل نيلسون مانديلا: تبدو الأشياء، وكأنها مستحيلة إلى أن نقوم بها.
والأرقام تشهد، والدراسات تؤكد أن دولة الإمارات قد غدت قدوة لمنطقة الشرق الأوسط، وأن 70% من شباب الوطن العربي يتوقون للعيش فيها لعظمة ما حققته وما أنجزته وما وفرته من حياة حرة كريمة لأبنائها وللمقيمين فيها.
تؤكد الدراسات أن الإمارات غدت قدوة لمنطقة الشرق الأوسط، وأن 70% من الشباب العربي يتوقون للعيش فيها لعظمة ما حققته وما وفرته من حياة حرة كريمة لأبنائها وللمقيمين فيها.
وكان في كلام سموه رسالة ضمنية تحفيزية لقطاع الشباب، فالقيادة قد وفرت كل ما من شأنه الارتقاء بقدراتهم، وتيسير أمورهم، فأوْلتهم كل الثقة، وفتحت أمامهم كل الآفاق ليكونوا شركاء في أمن الوطن ورفعته، وتقدمه، وأمنه وهمومه. ويبقى دور الشباب في مواكبة تطلعات قيادتهم، ورد الجميل، بتفجير طاقاتهم لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لأوطانهم عن طريق إعلاء قيم التسامح، والتعاون والسعادة والابتكار، واستشراف المستقبل، مع الترقي في مراتب العلم، والحفاظ على التقاليد العريقة، والهوية الثقافية، وعدم التمنّع عن ممارسة مختلف المهن والأعمال، فلا عيب في عمل شريف ما دام في خدمة الوطن.
ولعل من أهم ما أورده سموه في خطابه لأبنائه الشباب هو التأكيد على دور المرأة، فهو لا يرى في المرأة شريكاً فاعلاً في مختلف مجالات العمل والتنمية فحسب، بل يرى أنها شريكة في الواجب الوطني، ضارباً سموه المثل بأمهات الشهداء اللواتي ترفّعن عن أحزانهن باحتساب أبنائهن شهداء عند الله لرفع راية الوطن، بل ارتفع منسوب الواجب الوطني لدى إحداهن فقالت لسموه: علينا أن ندرأ الخطر في مكانه لا أن ننتظره.
وهذا يأتي تأكيداً لقول القائل:
السفن أكثر أمناً في الميناء .. لكنها لم تُصنع لتبقى هناك.
وبعد هذا لا غرابة أن يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن محاضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في ختام فعاليات المجلس ستحوّل إلى برنامج عمل حكومي في كل القطاعات المعنية، لترسيخ قيم زايد في نفوس الأجيال، فالمحاضرة قد وضعت منهجاً لمستقبل الشباب وتفوقهم، والتزاماً بخلق منظومة قيم وطنية لهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة