في كثير من دول العالم غالباً ما تُصاحب اليوم العالمي للمرأة حالة من البحث العشوائي عن طريقة للاحتفال بالمناسبة، فيبدو المشهد بلاستيكياً بحفل هنا أو هناك
في كثير من دول العالم غالباً ما تُصاحب اليوم العالمي للمرأة حالة من البحث العشوائي عن طريقة للاحتفال بالمناسبة، فيبدو المشهد بلاستيكياً بحفل هنا أو هناك، لدرجة أن المتابع يلمس أنه يشكل عبئاً لبعض المجتمعات التي لم تدرك حتى اليوم جوهرية دور المرأة، رغم كونه يوماً من 364 أخرى، أما في الإمارات فتحل المناسبة زاخرة بلحظات حقيقية ثرية، أبرز ما يميزها أن قيادتنا الحكيمة في مقدمة المحتفلين بالمناسبة من ناحية، وأن الإمارات لا تنتظر هذا اليوم لتحتفل بالمناسبة، بل يحل محطة عالمية لاستذكار إنجازات بنات زايد التي يتم تقديرها على مدار العام.
مضى على المناسبة بعض الأيام، ولكن لم أستطع أن أمنع نفسي من الكتابة رغم تواجدي ضمن الوفد البرلماني الإماراتي في مهمة رسمية بأوروبا، وذلك لما أعيشه كعضو للمجلس الوطني الاتحادي من تمكين دائم، وتكريم ألمسه في نظرات الاحترام والتقدير للمرأة الإماراتية، والانبهار بعيون وتواصل كل من نلتقيه من الأوروبيين، وفي المقام الأول ما ولدته في نفسي الكلمات التي كرمها بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالمناسبة .
دور المرأة الإماراتية لم يعد يتسع له قالب التمكين، فاليوم نحن أمام نقطة تحول تاريخية للدور المتوقع من المواطنات، وفي الوقت ذاته ازدادت المسؤولية الموكولة إلينا
كلمات أصحاب السمو لامست القلب وتجاوزت القوالب التقليدية للدور الذي يحاول البعض حصر المرأة فيه، فتحدث أصحاب السمو عنها أُمّاً، ومربية، وشريكة في التنمية وصناعة المستقبل. رسالة لكل من يشكك في قدرات المرأة ، مضمونها إنجاز المرأة لا حدود له أينما كانت، وهو ما حفرته تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي.. ونحتفل في الإمارات بالمرأة شريكة في التنمية، ومربية للأجيال، وصانعة للتغيير، ومحركة للتطوير في المجتمع». وتغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «نستشرف مستقبلاً زاهراً للوطن، تقدم المرأة فيه دوراً مؤثراً، يعزز من التوجهات الوطنية ورؤيتنا الطموحة للمستقبل».
دور المرأة الإماراتية لم يعد يتسع له قالب التمكين، فاليوم نحن أمام نقطة تحول تاريخية للدور المتوقع من المواطنات، وفي الوقت ذاته ازدادت المسؤولية الموكولة إلينا. الدور لم يعد مرتبطاً بدخول المرأة قطاعاً من دون آخر، بل أصبح يتعلق بمهمة بناء إمارات المستقبل منذ اليوم. ولذا فأنا أقول لشريحة الشابات المواطنات إن دورهن يصنف سهلاً ممتنعاً، أي أن البيئة والبرامج التي وفرتها لهن القيادة كفيلة بوضعهن على أول الطريق لتحقيق ذاتهن، ولكن تقع على عاتقهن مسؤولية أخذ زمام المبادرة والبحث عميقاً في داخلهن عن أفضل ما يمكن أن يقدمنه للوطن.
في الختام أؤمن بأن المجتمعات ستجعل وطننا مرجعاً ومعياراً يُحتذى، بل موطناً لعلامة آيزو نجاح وتميز المرأة، نعم آيزو عالمية بنات زايد، كيف لا، وراية دور المرأة تتقدمها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، (أم الإمارات) التي غرست في قلب كل إماراتية شعلة فخر واعتزاز، جعلتنا نصل لما وصلنا إليه اليوم. وكل عام وأنتن بنات زايد.
*نقلاً عن " الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة