الدينار الأردني يتحول إلى "عملة صعبة" في غزة
من مكتب صرافة لآخر، انتقل باسل حمادة للحصول على مبلغ 4 آلاف دينار أردني مهر عروسه دون جدوى؛ لوجود نقص كبير في هذه العملة.
ويعاني قطاع غزة منذ عدة أشهر من نقص في عملة الدينار الأردني وهي واحدة من العملات شائعة الاستخدام في القطاع إلى جانب الشيكل الإسرائيلي والدولار الأمريكي.
وقال حمادة لـ"العين الإخبارية": يوجد لدي مبلغ بعملة الشيكل، وقررت تحويله للدينار لتجهيز مهر العروس، ولكن تفاجأت بعدم وجود عملة، حتى إنني تنقلت بين 10 مكاتب صرافة لأحول نصف المبلغ وبعملة شبه بالية.
ويعتمد الفلسطينيون عملة الدينار الأردني للمهور، وشراء الأراضي والذهب، ورسوم الجامعات، في حين يشترون العقارات بالدولارات، بينما تجري المعاملات اليومية بالشيكل.
ويتلقى الموظفون العموميون وفي أغلب القطاع الخاص رواتبهم بالشيكل، في حين يتلقى موظفو أونروا وبعض المنظمات الدولية رواتبهم بالدولار.
أزمة يومية
الصراف ساجد علي يؤكد أزمة الدينار، قائلاً: "قبل أيام لم أتمكن من توفير ألف دينار لزبون وحاولت تدبير المبلغ من عدة صرافين لكن لم يتوفر المبلغ لدى أكثر من 3 صرافين".
وأضاف علي في حديثه لـ"العين الإخبارية": "قبل سنوات كان الدينار يتوفر بسهولة قبل أن يتراجع كثيرا ويؤثر علينا".
ووفق الخبراء، يحتاج السوق الغزي إلى حوالي مليون دينار أردني يوميا لإجراء المعاملات بين الناس لكن المتداول الآن بين الصرافين لا يتجاوز 150 ألف دينار وهذا ينعكس على حركة التجار عموما خصوصا بيع الأراضي والذهب.
ويطالب علي سلطة النقد ضخ كميات من الدينار وكذلك من البنوك تسهيل السحوبات على الدينار.
أسباب النقص
ويشير مسؤول بشركة للصرافة إلى وجود نقص كبير في عملة الدينار بأسواق غزة منذ فترة، وفي الأشهر الأخيرة هناك نقص واضح .
ويفسر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"العين الإخبارية" أسباب الأزمة بعدة أمور من بينها أن معظم الناس لا تودع أموالها في البنوك بسبب إجراءات الأخيرة المتعلقة بتحديد مبلغ محدود للصرف من الأموال المودعة؛ لذلك يبقي الناس الأموال في بيوتهم ما يؤثر على ضخ البنوك للعملات خصوصا الدينار.
وقال: "من أسباب نقص الدينار ارتفاع سعر الذهب لأسعار ترهق المواطنين فيحجمون عن شرائه ويبقون على المبالغ بالدينار في بيوتهم لحين انخفاض سعر الذهب.. وأيضا الأراضي لا بيع فيها بسبب الوضع الاقتصادي ومعروف أن الاراضي تباع بالدينار الأردني".
وأشار إلى أن سلطة النقد ضخت قبل أشهر دينار في الأسواق لكن للأسباب السالفة لم تودع في البنوك وبقيت مخزنة في بيوت الناس فحصلت أزمة نقص عملة الدينار.