في ضوء الأحداث والتطورات الأخيرة، استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع إخوانه سمو أمير دولة قطر وجلالة ملك مملكة البحرين وجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتطورات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وأكدوا في هذا السياق أهميةَ تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في القطاع، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافةً إلى تعزيز الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة. وشدد القادةُ على ضرورة العمل مِن أجل منع توسيع الصراع في المنطقة، وتجنيبها تبعات أزمات جديدة، إلى جانب إيجاد أفق سياسي للسلام العادل والشامل والدائم على أساس «حل الدولتين» الذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع.
ومن جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليةً مشتركةً في «تأمين وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتوصيل المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووقف العنف في الضفة الغربية وتهدئة التوتر واستعادة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر..».
ودعا غوتيريش مجلسَ الأمن الدولي بشكل عاجل إلى تهدئة الوضع في الشرق الأوسط، بعد أن شنت إيران هجوماً مباشراً على إسرائيل، وقال خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن في نيويورك إن «الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وشعوب المنطقة تواجه خطرَ صراع مدمر واسع النطاق». وأضاف أمام الجلسة التي عقدها المجلس بناءً على طلب إسرائيل بعد يوم من الهجوم الجوي الإيراني: «لقد حان الوقت لنزع الفتيل وخفض التصعيد.. لدينا مسؤولية مشتركة للعمل من أجل السلام، فلا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمّل حرب أخرى».
إن التطورات الخطيرة الجارية في المنطقة تحتّم على جميع القوى الإقليمية والعالمية والمؤسسات الدولية المعنية التحركَ سريعاً، وبذلَ كل الجهود لوقف التصعيد والحيلولة دون تفاقم التوتر واتساع نطاق الأزمة. وفي هذا الشأن، لدولة الإمارات دوماً موقف راسخ وحازم في مواجهة أعمال العنف التي تهدد أمنَ واستقرارَ المنطقة والعالم. وتقوم رؤية الإمارات على ضرورة تسوية الخلافات ونزع فتيل الأزمات، من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية، والتمسك بسيادة القانون واحترام المواثيق الدولية. وتؤكد التطوراتُ الإقليمية المتلاحقة أهميةَ المساعي الحميدة التي تواصل الإماراتُ بذلَها، وصحةَ رؤيتِها الاستراتيجية الداعية إلى حلول حاسمة وعادلة وشاملة للقضايا والصراعات المزمنة التي تهدد أمنَ واستقرار الشعوب في الشرق الأوسط والعالم برمته. لذا لابد من تفعيل الجهود الدبلوماسية، باعتبارها السبيلَ الأكثرَ فعاليةً لتجنُّب العواقب الوخيمة جراء أي مواجهات في ظل الوضع الهش للمنطقة. إنها أيامٌ مفتوحة على كل الاحتمالات الجيوسياسية، في غياب السلام بمنطقة الشرق الأوسط، المنطقة التي خَبِرتْ عدةَ حروب كانت نتائجها الدمار والخراب. ومع الأحداث الأخيرة، سيطر الترقبُ على شعوب المنطقة، ونحمد الله أن تلك الأحداث لم يتسع نطاقها إلى حرب إقليمية، ولم يُسجَّل فيها سقوط ضحايا من الجانبين، وما إن بدأت حتى انتهت!
نقلا عن صحيفة الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة