رحيل أول مخرج كويتي رشح للأوسكار.. أخرج أغاني عبدالحليم حافظ
فقدت السينما الكويتية أحد أعمدتها برحيل المخرج الكبير خالد الصديق، عن عمر ناهز 76 عاما، الذي كان أول كويتي يرشح لجوائز الأوسكار.
وأخرج الصديق أول فيلم روائي كويتي "بس يا بحر"، الذي عرض في عام 1972، وكان أول فيلم كويتي يترشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي. كما قام بإخراج الفيلم السوداني "عرس الزين" عن رواية الأديب السوداني الطيب صالح.
ونعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت "رائد الحركة السينمائية الكويتية الفنان والمخرج السينمائي خالد الصديق الذي انتقل الى جوار ربه عن عمر ناهز 76 عاما بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز في المجال الفني السينمائي والتلفزيوني".
عراب السينما الكويتية
حقق الصديق إنجازات سينمائية مهمة في تاريخ السينما في الكويت، منها فيلم "عرس الزين" 1976، ثم "شاهين" 1986 عن رواية الأديب الإيطالي بوكاشيو، وهو إنتاج مشترك بين الكويت والهند وإيطاليا. كما قدم تجارب سينمائية مميزة مثل: فيلم "المطرود" 1964، و"الصقر" 1965، و"الرحلة الأخيرة" 1967.
ومثل فيلم "بس يا بحر" الذي كتب نصه الإماراتي عبد الرحمن الصالح، ملحمة تاريخية تتناول تاريخ أهل الخليج في ممارسة الغوص واستخراج اللؤلؤ، في بداية مرحلة الاستقلال في الكويت. وحصد الفيلم عدداً من الجوائز في المهرجان العربية والعالمية. والفيلم بطولة سعد الفرج وحياة الفهد ومحمد المنصور وأمل باقر.
درس الصديق في بداية حياته بالكويت، من ثمّ انتقل إلى الهند، حيث شغف بالسينما، وقبل إنهاء دراسته الثانوية هناك التحق بمعهد سينمائي في بومباي، وتلقى تدريباً على التصوير الفوتوغرافي والجوانب الفنية للفيلم السينمائي، وتعرف على نجوم السينما والمخرجين الهنود والعالميين، وخلال تلك الفترة تكونت لديه موهبة الإخراج.
وعمل بعد التخرج في تلفزيون الكويت عام 1963. وبعد عام من العمل في القسم الهندسي بالتلفزيون، انتقل إلى الإخراج التلفزيوني معتمدًا على التدريب الذاتي.
وفي عام 1964 أنجز أول عمل سينمائي وكان عبارة عن فيلم قصير مدته 20 دقيقة حمل اسم: "علياء وعصام"، ولعب في هذا الفيلم دور المخرج والمصور والممثل أيضاً، بعد ذلك عمل عدة أفلام قصيرة درامية وتسجيلية ووثائقية منها فلم "الصقر" عن القنص، وقد صور الفيلم في الصحراء.
وأخرج الصديق عدداً من أغنيات المطرب الراحل عبدالحليم حافظ عندما زار الكويت في الستينيات، ومن هذه الأغنيات "يا هلي يا هلي" من كلمات وليد جعفر وألحان عبدالحميد السيد، و"عيني ضناها السهر" من كلمات عبدالمحسن الرفاعي وألحان سعود الراشد، و"وفي المنام" و"ضي القناديل".
وتضم مسيرة الصديق الفنية الكثير من الجوائز، خاصة عن فيلمه "بس يا بحر" منها الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم الشبابي في دمشق (1972)، جائزة الشرف في مهرجان طهران الأول للسينما العالمية، وجائزة (فيبرانشي) وجائزة النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان البندقية السينمائي، والجائزة الثانية في مهرجان (أوهايو) العالمي، في الولايات المتحدة، وكانت الجائزة الوحيدة المخصصة لفيلم روائي، وجائزة (الأسد الفضي) في مهرجان البندقية، إضافة لعدة جوائز من مهرجانات وملتقيات سينمائية في شيكاغو وإسبانيا وقرطاج وغيرها، كما حصد فيلمه "عرس الزين" 7 جوائز عالمية، كما نال خالد الصديق جائزة الدولة التقديرية عام 2010.