وثائق تكشف تورط مسؤولين أتراك بشبكة للحرس الإيراني
الشبكة اتخذت من مجموعة خيرية تركية متشددة تسمى "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات"، ستارا لأنشطتها
كشفت وثائق قضائية وشرطية عن إدراج مدير قناة تركية رسمية في تحقيق بشأن وكلاء وأصول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تركيا.
وأزاحت الوثائق السرية، التي حصل عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، الستار عن عدة مذكرات تنصت صادرة بحق فاتح إي آر، مدير قناة "تي آر تي وورلد" الناطقة بالإنجليزية، والمدير السابق لمكتب القناة في القدس، صادرة عن محاكم تركية كانت تنظر بقضايا متعلقة بالإرهاب في أنقرة.
وأصدر القاضي سليمان كاراشول من المحكمة الجنائية العليا الثانية أول مذكرة تنصت في الأول من مارس/آذار 2013، بعد طلب تقدمت به الدائرة الخاصة لمكافحة الإرهاب بمكتب النائب العام في إسطنبول.
وسمحت المذكرة للمحققين بمراقبة محادثات فاتح الهاتفية وحسابه عبر "جي ميل" لفك شفرات شبكة الحرس الثوري الإيراني، التي تعمل تحت الاسم التركي "توحيد سلام"، وأعيد التصديق على المذكرة 6 مرات؛ استنادًا لمعلومات جديدة اكتشفتها الشرطة من الاتصالات التي تم اعتراضها.
وذكر موقع "نورديك مونيتور" أن فاتح كان منخرطًا في العمل كناشط مع مجموعة خيرية تركية متشددة هي "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات" التي يشار إليها باختصارات "آي اتش اتش/IHH".
وأفاد ملف التحقيقات بأن الهيئة تعمل عن كثب مع جهاز الاستخبارات التركية، والتقى رئيسها بولنت يلدريم مع وكلاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفي مذكرة تصنت يرجع تاريخها إلى الأول من يونيو/حزيران لعام 2013، تم التسجيل لفاتح أثناء حديثه مع محمد عاكف أرسوي، المدير السابق لمكتب "تي آر تي" في القاهرة الذي خضع لتدريبات داخل الدوائر التعليمية الطائفية في سوريا، والهدف الآخر للتحقيقات، وهو يقول إنه كان يسير في مسيرة تابعة للهيئة بأسطنبول.
كما تنصت المحققون أيضًا على صفر توران، كبير مستشاري رجب طيب أردوغان، ومصطفى ورانك وزير الصناعة والتكنولوجيا، حيث اشتبهوا في أنهما كانا يعملان سرًا على تعزيز مصالح فيلق القدس بتركيا.
ورغم أن أردوغان أوقف التحقيق، لكنه كشف عن كثير من الإيرانيين والأتراك الذين كانوا يعملون وكلاء ومعاونين لفيلق القدس في البلاد، حتى أن بعض الأسماء المدرجة أمضت فترة بالسجون التركية في الماضي في اتهامات إرهابية تتعلق بإيران، لكن أعاد الفيلق استخدامهم بعد إطلاق سراحهم بموجب قانون عفو وافقت عليه حكومة أردوغان.
وتبين أن بعض هؤلاء العملاء تورطوا في عمليات مراقبة للسفارات والقنصليات الأمريكية والإسرائيلية الموجودة في تركيا، حيث جمعوا معلومات عن المنشآت العسكرية الخاصة بالناتو، وتلقوا تدريبات في إيران.