حميدة الساري.. ناشطة أحوازية بين ناري قمع إيران وتواطؤ تركيا
نشطاء يحاولون عبر اتصالات مع منظمة العفو الدولية، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان اتخاذ إجراءات لمنع تسليمها إلى السلطات الإيرانية.
رفضت السلطات التركية مغادرة ناشطة أحوازية مناهضة للنظام الإيراني من مطار إسطنبول متوجهة إلى أرمينيا لتقديم طلب لجوء هربا من ملاحقة طهران لها.
ويبدو أن النظام الإيراني لا يسعى فقط إلى تقييد النشطاء وخصومه السياسيين داخل البلاد، بل يريد مطاردتهم حتى في الخارج لا سيما داخل تركيا التي تحولت تحت حكم رئيسها رجب طيب أردوغان إلى فناء خلفي لتصفية واعتقال المعارضين الإيرانيين، وفق مراقبين.
- "فناء خلفي" لقتلة إيران.. اتهامات لتركيا باختطاف زعيم "رعد"
- إيران تشوه حركة معارضة بأستراليا.. وتطلب تسليم قيادي
وأعربت حميدة سعيد الساري (40 عاما)، الناشطة المدنية المتحدرة من إقليم الأحواز الغني بالنفط والذي تقطنه أغلبية سكانية عربية في جنوب غرب إيران، عن قلقها بسبب احتمالية تسليمها لطهران.
وتداول مغردون على موقع "تويتر" مقطع فيديو قصير قالت فيه الساري إنها حاولت مغادرة تركيا جوا لأرمينيا التي كانت وجهتها الرئيسية لتقديم طلب لجوء بها، أمس الأحد، لكن لكن مسؤولي الجمارك الأتراك منعوها في المطار.
وكشفت الناشطة الأحوازية أن دائرة الهجرة التركية أمهلتها 20 يوما فقط لمغادرة تركيا إلى إيران، وإلا سيتم تسليمها إلى السلطات الإيرانية بعد محاولتها مغادرة البلاد.
وصادر مسؤولو مطار إسطنبول جوازات سفر السيدة حميدة الساري ونجلها ومنعوا سفرهما لأرمينيا التي تشهد منذ أسبوع مواجهة عسكرية مع أذربيجان (الحليفة لأنقرة) بسبب نزاع حدودي.
الجدير بالذكر أن السيدة سعيد الساري ناشطة مدنية أحوازية التي فرت إلى تركيا قبل عامين تمهيدا للجوء في دولة أخرى اعتقلتها السلطات الإيرانية عام 2005.
واحتجزت الساري منذ فترة في سجن تابع للاستخبارات الإيرانية في مدينة الأحواز بجنوب غرب البلاد، وتعرضت للتعذيب والمضايقة لمدة 40 يوما رغم اقتصار أنشطتها على الأعمال الثقافية والمدنية.
وغادرت السيدة الأحوازية إيران أملا في البقاء آمنة بعيدا عن ملاحقات الأجهزة الأمنية لها، لا سيما بعد أن ازداد الأمر سوءا عقب خروجها من محبسها.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعامل فيها السلطات التركية بسوء مع طالبي لجوء إيرانيين على أراضيها، حيث سبق وأن وسلمت عددا من نشطاء المعارضة الإيرانية لطهران.
في السنوات الأخيرة، تعرض العديد من اللاجئين الإيرانيين من الأحوازيين، أو الأكراد، أو القوميات الأخرى في إيران للاضطهاد والتسليم من قبل تركيا.
وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية في تقرير عبر نسختها الفارسية أن ناشطين مدنيين إيرانيين ومتظاهرين فروا إلى داخل تركيا إما قتلوا أو اختطفوا بواسطة مرتزقة تابعين لإيران.
وأشار التقرير إلى أن ناشطو حقوق الإنسان الأحوازيين يتابعون قضية السيدة حميدة سعيد الساري العالقة بتركيا والمهددة بالترحيل إلى إيران.
ويحاول النشطاء عبر اتصالات مع منظمة العفو الدولية، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان اتخاذ إجراءات لمنع تسليمها إلى السلطات الإيرانية.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز