التهجير أو الاستسلام.. معادلة الأسد للسيطرة على حلب
المعارضة المسلحة في حلب كانت إلى وقت قريب تستند إلى الظهير الشعبي، ولكن النظام السوري نجح في القضاء عليها عبر خطة التهجير أو الاستسلام
السيطرة على الأرض ليست ضمانة لاستمرار سيطرة التنظيمات المسلحة، فلابد أن يدعمها ظهير شعبي، يمكن أن يشكل درعا بشريا في مواجهة القوات النظامية.
إلى وقت قريب كانت المعارضة المسلحة في حلب السورية تتمتع بهذا الظهير، ولكن النظام السوري نجح في القضاء عليه عبر خطته التي رسمها بمساعده الحليف الروسي، والتي سعى من خلالها إلى وضع المدينة أمام خيارين كلاهما يصب في مصلحته، وهي إما أن يضطر السكان إلى ترك المدينة أو تستسلم المعارضة المسلحة وتقبل بترك المدينة والانتقال إلى إدلب.
وأجبر الحصار والقصف المتواصل بالطائرات المعارضة المسلحة في مواقع أخرى من الأرض السورية على القبول بفكرة الانسحاب إلى إدلب، التي صارت مقصد المعارضة، ولكن لا تزال المعارضة في حلب ترفض إلى الآن.
هيئة لحماية "ملجأ المعارضة" من سيناريو حلب
الحياة مقابل الانسحاب.. التهجير الأخضر في سوريا
وقبل بدء الهجوم الكبير الذي شنه النظام السوري والحليف الروسي على شرقي حلب منتصف شهر نوفمبر الماضي، تم منح فصائل المعارضة المسلحة 24 ساعة للانسحاب، بيد أن كل الفصائل -بما فيها فصيل جبهة فتح الشام- رفضت ذلك.
وإلى الآن، لا تزال المعارضة المسلحة متمسكة بموقفها، وهو ما دفع النظام السوري إلى التعبير عن رفضه لأي اتفاق لوقف إطلاق النار ما لم يغادر من يصفهم بالإرهابيين الجزء الشرقي من حلب.
ولكن الجديد في المشهد هو فقد الظهير الشعبي لتلك المعارضة القدرة على الاستمرار، فبدأ في النزوح من حلب.
وتجاوز عدد النازحين من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مسلحي المعارضة 80 ألفا منذ بدء عملية تحريرها منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وهو رقم مرشح للزيادة مع استمرار قصف النظام والحليف الروسي لحلب.
ويشكل نزوح السكان من حلب، الضمانة لنجاح النظام في خوض معركة مع المعارضة المسلحة دون أن يكون لهذه المعركة فاتورة بشرية ضخمة، تزيد من الضغوط الدولية على النظام السوري وحليفه الروسي.
ويبدو أن النظام السوري بدأ يشعر بأن خطته تسير في الاتجاه الصحيح، وهو ما عبر عنه الرئيس السوري في حوار أجرته معه صحيفة الوطن السورية ينشر اليوم الخميس.
وقال الأسد في الحوار، إن نصرا لقواته في مدينة حلب سيعد "خطوة كبيرة" نحو وضع نهاية للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ 5 سنوات.
واضاف: " صحيح أن حلب ستكون نصرا لنا، ولكن لنكن واقعيين، لن ينهي النصر في حلب الحرب في سوريا، ولكنه سيكون خطوة كبيرة نحو هذا الهدف".