فوضى الشحن تعم العالم.. تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في اضطراب أسواق السلع، حيث يطال الصراع عمليات شحن البضائع.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الجمعة أن تقارير أشارت إلى أن سفينتي بضائع على الأقل أصيبتا منذ بدء قوات روسيا الهجوم على جارتها هذا الأسبوع.
وأضافت أن شركات التأمين إما لا تعرض تغطية تأمينية للناقلات أو أنها تطالب بزيادات هائلة للقيام بذلك.
تعقيد أسواق النفط
وأدى ذلك إلى تعقيد أسواق تجارة النفط وشحنه، وهي بالفعل تتخذ جانب الحذر في إتمام صفقات روسية، مع استثناءات بسيطة، في الوقت الذي يتم فيه تقييم مخاطر العقوبات على شراء الخام الروسي.
وقال محامون تجاريون إن السلع القادمة من روسيا يجب أن يتم الإبقاء على تدفقها في نهاية المطاف، لكن هذا الحذر ربما يكون على المدى القريب والوضع يتغير بشكل سريع.
وقال هالفور إيليفسين، وهو وسيط ناقلات لدى شركة "فيرنلي أيه/إس" في أوسلو: "أنا وسيط سفن منذ أكثر من 30 عاما، ولا يوجد شيء في ذلك الوقت يمكن مقارنته بالفوضى التي نشهدها الآن". وقال: "آمل فقط أن يتم حل ذلك بشكل سلمي قدر المستطاع".
يرفع العدوان الروسي على أوكرانيا من حدة الضغوط المفروضة على سلاسل التوريد، التي تفاقمت بالفعل بسبب موجات تفشي فيروس كورونا، والقيود المفروضة على السفر، والعجز المتكرر في المكوّنات الرئيسية مثل الرقاقات الدقيقة.
كما سيتأثر نقل البضائع من الصين إلى أوروبا، حيث تمر السفن عبر هذه المنطقة، بحسب ما قال لوكا سيلفا، الرئيس التنفيذي لشركة "آي تي تي"، المتخصصة في صناعة المضخات ومكونات الآلات.
حالة من الفوضى
وتعرّضت صادرات السلع الأساسية من أوكرانيا، أحد أهم مورّدي الحبوب في العالم، إلى حالة من الفوضى بعد أن أجبر الغزو الروسي الموانئ والسكك الحديدية على البدء في الإغلاق.
قال مكتب الرئاسة الأوكرانية، إنَّ الموانئ مغلقة، في حين ذكر أحد أكبر مستخدمي السكك الحديدية أنَّ الحكومة أوقفت حركة النقل.
وصرّح أشخاص مطلعون على الأمر في وقت سابق أنَّ الموانئ الأوكرانية ما زالت تقوم بتحميل وتفريغ البضائع من السفن الراسية بالفعل، لكنَّ التجار لم يعد بإمكانهم حجز السفن لنقل البضائع من موانئ البلاد وإليها.
ذكرت وكالة أنباء "بلومبرج" أن تجارة الحبوب العالمية في ورطة بسبب الأزمة الراهنة بالفعل؛ فقد حددت مصر، أكبر مستورد للقمح، موعداً لتقديم مناقصة شراء يوم الخميس، لكنَّها مددت الموعد النهائي لتقديم الطلبات بعد أن تلقَّت عرضاً واحداً فقط..
قال شخص مطلع على الأمر، إنَّ سفينة واحدة على الأقل كانت تحمل القمح بميناء في أوكرانيا لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر، لكنَّها توقفت، وعاد الطاقم إلى الفندق مرة أخرى.
من ناحية أخرى؛ فرضت البنوك قيوداً على تمويل نقل السلع الأساسية داخل أوكرانيا، فقد انسحب بعض السكان تماماً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
شح التمويل
وقال الأشخاص الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم لحساسية الأمر، إنَّ تجار الحبوب كانوا يكافحون من أجل الحصول على تمويل للمكاييل المخزّنة في صناديق في جميع أنحاء البلاد.
أضاف الأشخاص أنَّ بعض البنوك الأوروبية بدأت أيضاً في تقييد التعرض لتجارة السلع الأساسية في روسيا وأوكرانيا قبل الغزو تحسباً لعقوبات محتملة.
ارتفعت أسعار الزراعة بالفعل، فقد زادت أسعار أسواق القمح والذرة عن الحد الأقصى المسموح به في بورصة شيكاغو.
وقفزت العقود الآجلة للمحصولين بأكثر من 5%، في حين ارتفعت أسعار القمح في باريس بنسبة 16% إلى مستوى قياسي جديد.
قالت وكالة النقل البحري والنهري الفيدرالية الروسية في بيان عبر البريد الإلكتروني، إنَّ الموانئ الروسية على البحر الأسود وأماكن أخرى تعمل بشكل طبيعي، لكنَّ الشحن في بحر آزوف متوقف.
aXA6IDMuMTI5LjM5Ljg1IA== جزيرة ام اند امز