مصادر لـ"العين الإخبارية": رئيس تونس يدرس حل البرلمان
"لا تعنينا حساباتهم السياسية ولن أترك الدولة التونسية تتقاذفها الأرجل وسأتخذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب ".
هكذا صرح الرئيس التونسي قيس سعيد، ملمحا إلى عنف الإخوان الذي استشرى برلمانيًا وميدانيًا.
ويرى متابعون أن مستويات الصراع بين قيس سعيد والإخوان بلغت أشواطًا متقدمة، خاصة بعد الحملة الإخوانية التي يقودها "ائتلاف الكرامة" لتشويه الرئيس التونسي.
وأفادت مصادر مقربة من الرئيس التونسي، لـ"العين الإخبارية"، بأن الرئيس التونسي يدرس إمكانية حل البرلمان، والدعوة لاستفتاء من أجل تعديل النظام السياسي في البلاد.
كما أكدت المصادر ذاتها، مفضلة عدم الإفصاح عن هويتها، أن الفوضى والعنف والبلطجة الإخوانية الحاصلة في البرلمان جعلت الرئيس يفكر مليا في فكرة حل البرلمان.
وتعرض النائب أنور بالشاهد عن الكتلة الديمقراطية (38 مقعدا) مطلع الأسبوع الجاري إلى اعتداء بالعنف من قبل نائب عن كتلة "ائتلاف الكرامة" الإخوانية.
وقد خصت هذه المصادر "العين الإخبارية" بنبأ رفض قيس سعيد لقاء راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب وزعيم الإخوان في تونس لثلاث مرات.
هذا الرفض يعكس، حسب متابعين للشأن التونسي، حالة عدم رضا الرئيس التونسي عن تسيير الغنوشي للمجلس واصطفافه مع حزب دون الآخر في مناسبات عديدة.
بالإضافة إلى صمت الغنوشي عن تجاوزات ائتلاف الكرامة الإخواني دفع عديد الكتل (يضم البرلمان التونسي 10 كتل) لاتهامه بالانحياز للتيارات المتشددة التي تحرض ضد خصوم الإخوان وتدعو الى قتلهم.
يذكر أن تونس عرفت سنة 2013 أكبر العمليات الارهابية التي راح ضحيتها القيادي اليساري المعارض شكري بلعيد، والقيادي القومي محمد البراهمي، وتوجهت أصابع الاتهام الى الإخوان.
وتخوض الكتلة الديمقراطية اعتصاما مفتوحا في مقر البرلمان انطلق منذ يومين لمطالبة رئاسة البرلمان (الغنوشي)، بإصدار موقف من العنف وهو الرافض له الى حد الآن وإدانة المرتكبين للعنف ضد النواب.
وقال زهير المغزاوي النائب عن الكتلة الديمقراطية في تصريحات لـ"العين الاخبارية" إن كتلته تدرس مسألة سحب الثقة من راشد الغنوشي لعدم قدرته على تسيير الجلسات في البرلمان.
وتابع أن "ائتلاف الكرامة هو صوت داعش داخل مجلس نواب الشعب الذي يجب مواجهته قانونيا."
في المقابل، لا يتردد ائتلاف الكرامة الذي وصفه الاتحاد العام للشغل في تونس في بيان سابق بـ"ائتلاف الارهاب" من تهديد الصحفيين والتقدميين بالقتل.
وأكدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، في بيان لها اليوم الخميس، أنها "تتابع بانشغال تام تواتر توظيف الجلسات العامة الأخيرة لمجلس نواب الشعب من قبل نواب إئتلاف الكرامة لتشويه نساء تونس وتعهيرهن ووصفهن بشتى النعوت الوضيعة وصولا إلى التحريض على مناضلات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومحاولة تأليب الرأي العام عليهن وتهديد سلامتهن الجسدية."
وأوضحت أن كتلة "ائتلاف الكرامة" استعملت الحصانة البرلمانية للاستقواء على نصف المجتمع وتقزيمه والحط من كرامته.
كما وظفت الكتلة ذاتها، حسب البيان، النقل المباشر لفعاليات الجلسات العامة على التلفزيون التونسي لترويج "خطاب غرائزي يُكفّر الناشطات ويرهبهنّ ويُحوّل النقاش السياسي إلى تناحر ديني "داعشي" لم يألفه الفضاء العام منذ سنوات".
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز