تنويع استراتيجيات إزالة الكربون.. الحل الأمثل لإنقاذ كوكبنا
في العام الماضي، تجاوزت درجة حرارة الأرض عتبة الـ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو الحد الذي من المتوقع أن تتفاقم بعده حرائق الغابات والجفاف والفيضانات وغيرها من تأثيرات التغير المناخي من حيث التكرار والشدة والفتك.
وللحد من الاحترار العالمي عند هذا المستوى وتجنب هذه الكوارث، يتعين على الدول الموقعة على اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي، والبالغ عددها نحو 200 دولة، خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير، إلى جانب اتخاذ إجراءات لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه بشكل دائم في الأرض أو تحت سطحها.
وحتى الآن، ركزت التحليلات السابقة حول إمكانيات التخفيف من آثار تغير المناخ وتكاليف وفوائد مختلف الخيارات المتعلقة بإزالة ثاني أكسيد الكربون على 3 استراتيجيات رئيسية:
أولا: التقاط وتخزين الكربون الحيوي، حيث يتم تحويل المواد النباتية الممتصة لثاني أكسيد الكربون إلى وقود أو حرقها لتوليد الطاقة، مع التقاط بعض من محتوى الكربون وتخزينه بشكل آمن.
ثانيا: إعادة التشجير (التحريج)، حيث تُزرع الأشجار على نطاق واسع لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ثالثا: التقاط الكربون من الهواء، وهي تقنية تفصل ثاني أكسيد الكربون من الهواء المحيط وتخزنه في خزانات جيولوجية أو تستخدمه في إنتاج منتجات دائمة.
وفي دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، تم توسيع هذه الخيارات لتشمل:
رابعا: الفحم النباتي: انتاج مادة صلبة سوداء نتيجة تسخين الكتلة الحيوية النباتية، مثل الخشب أو قشور المحاصيل أو المخلفات النباتية الأخرى، في غياب أو قلة الأكسجين، وهي عملية تعرف باسم التحلل الحراري، هذا الفحم يستخدم في تطبيقات متعددة، منها تخزين الكربون وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
خامسا: التجوية المعززة: سحق الصخور الغنية بالمعادن، مثل البازلت، وتحويلها إلى جزيئات دقيقة ويتم نشرها على الأراضي الزراعية أو الأراضي المفتوحة. هذا يزيد من مساحة التفاعل ويسرع عملية امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وقد تم تقييم تلك الاستراتيجيات الخمس في الدراسة من حيث قدرتها على تحقيق هدف الـ 1.5 درجة مئوية وتحديد تأثيراتها على استخدام الأراضي والطاقة وتكاليف السياسات.
ونُشرت الدراسة في مجلة "إينفيرومينال سيرس ليترز"، واعتمد الباحثون على نموذج شامل لتحليل السياسات الاقتصادية متعدد القطاعات والمناطق، وأبرزت الدراسة ثلاث نتائج رئيسية:
أولا: تنويع محفظة إزالة الكربون هو الاستراتيجية الأكثر فعالية من حيث التكلفة والأقل تأثيرا على الموارد لتحقيق صافي انبعاثات صفرية عالميا، وهو أمر ضروري لتحقيق هدف الـ 1.5 درجة مئوية، هذا النهج يقلل من استهلاك الأراضي والطاقة ويحد من الآثار السلبية مثل تفاقم انعدام الأمن الغذائي ونقص إمدادات الطاقة.
ثانيا: لا توجد محفظة إزالة كربون مثالية على المستوى العالمي، وتعتمد المحفظة المثالية على الظروف المحلية، فعلى سبيل المثال، تعود إعادة التشجير بفوائد كبيرة على دول مثل البرازيل وأفريقيا، حيث تساهم في عزل الكربون وحماية الغابات.
ثالثا: تأخير التنفيذ قد يكلف الكثير، حيث يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكربون عالميا، مما يعوق الجهود اللازمة لتحقيق الأهداف المناخية، توصي الدراسة ببدء سياسات تحفيزية على الفور لتسريع هذه الجهود.
aXA6IDMuMTM3LjE3NC4yNTMg جزيرة ام اند امز