الإجهاض.. واقع أمريكا "الحُبلى" بالخلافات يمهد لـ"معركة نوفمبر"
قال تحليل لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية إن الحكم الأخير للمحكمة العليا الأمريكية بشأن حقوق الإجهاض عمق الانقسام المجتمعي.
وأوضح التقرير أن القرار الأخير للمحكمة الذي أنهى حكما تاريخيا صدر عام 1973 بشأن حق الإجهاض كشف عن واقع أمريكي مأزوم على وقع خلافات عميقة بشأن قضايا عديدة.
ورجح التقرير أن تحظر 20 ولاية أمريكية حق الإجهاض بعد قرار المحكمة العليا.
وقال التحليل إنه قبل حوالي 50 عامًا، كانت المحكمة العليا مكانًا مختلفًا، حيث لعبت وجهات النظر السياسية دورًا أقل أهمية بكثير في تشكيل الأحكام.
لكن خلال فترة ولايته، عين الرئيس السابق دونالد ترامب 3 قضاة محافظين في المحكمة العليا، مما عزز الأغلبية المحافظة بها وزاد من تسييسها.
وأدى التحرك التاريخي للمحكمة العليا لإلغاء قضية "رو ضد وايد" إلى تعميق الهوة التي تقسم المجتمع الأمريكي.
وسينعكس الانقسام في السجال السياسي الحاد الذى تشهده البلاد في الفترة الحالية وقبل أشهر قليلة من انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
تعميق الانقسام
وتوقع التحليل أن تستمر المحكمة العليا في إصدار المزيد من الأحكام المثيرة للانقسام، والتي اقترحها القاضي كلارنس توماس في معرض رأيه المؤيد لإبطال الحكم التاريخي الذي أتاح حق الإجهاض.
وقد تختار المحكمة العليا أيضا التراجع عن تقنين "زواج المثليين"، وهو الأمر الذي أثار جدلاً في العديد من الولايات الأمريكية.
وإلى جانب ذلك ينقسم المجتمع بالفعل حول عدد من القضايا التي طرحت في الفترة الأخيرة، في مقدمتها العنصرية وحمل السلاح فضلا عن الانقسام السياسي الذى عكسه اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
ويأتي ذلك في وقت يجب فيه على الولايات المتحدة أن تسعى جاهدة من أجل الوحدة وسط تحديات السياسة الخارجية وعلى رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكن مع تزايد الاستقطاب في المجتمع، لا يمكن للولايات المتحدة أن تقود العالم الغربي.
وبذلك، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الولايات الأمريكية المنقسمة، على حد تعبير تقرير الإذاعة الألمانية.
"انتخابات نوفمبر"
وأضاف التحليل أنه مع ذلك، فإن الحكم الدستوري الجديد بشأن حق الإجهاض قد يحفز المزيد من الأمريكيين على الإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن كان متوقعا أن تكون نسبة المشاركة منخفضة والتصويت لصالح استعادة الجمهوريون لمجلسي النواب والشيوخ.
والحكم الجديد قد يصدم المواطنين الأمريكيين بما يؤدي إلى نتيجة غير متوقعة للانتخابات، قد تساعد في تقوية موقف الرئيس الديمقراطي جو بايدن - وهو تطور اعتبره الرئيس السابق ترامب ممكنًا.
ويواجه الرئيس الأمريكي معدلات شعبية منخفضة بشدة وسط غضب الأمريكيين من التضخم المستعر والأفق القاتم في هذا الشأن بحسب المراقبين.